وزير الصحة من مستشفى “الكرنتينا”: الرعاية الصحية حق للجميع
إفتتح وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين، قسم الأم والطفل في مستشفى بيروت الحكومي الجامعي – الكرنتينا، باسم الدكتور الراحل روبير صاصي، الذي تحل الذكرى السنوية الأولى لغيابه.
وقد حضر حفل الافتتاح مجموعة من سفراء الدول لدى لبنان والنائبان غسان حاصباني وإدغار طرابلسي، وعضو المجلس البلدي في مدينة بيروت اسكندر بريدي، إلى جانب حشد من ممثلي المنظمات الدولية والهيئات السياسية والعسكرية والفريق الإداري والطبي والعاملون في المستشفى.
وفي كلمة للسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، لفت إلى ان الأزمة العميقة والمتعددة الأوجه التي يمر بها لبنان منذ سنوات، تثقل كاهل النظام الصحي، مما يجعل من الضروري وأكثر من أي وقت مضى، تقديم الدعم لقطاع الصحة لضمان الوصول العادل إلى الخدمات الصحية لا سيما للفئات الأكثر هشاشة.
أضاف: “إن مستشفى الكرنتينا تحول إلى أكثر من مجرد مستشفى، وبات ركيزة من ركائز التضامن والأمل في المنطقة “.وأكد أن فرنسا ستواصل من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية دعم لبنان وشركائه في تنفيذ أولويات وزارة الصحة، بالتنسيق مع سائر الجهات المانحةن لافتاً إلى أن وزير الصحة العامة عاد أخيراً من جنيف حيث التقى بوزير الصحة الفرنسي وأكد له مجدداً دعم باريس للقطاع الصحي في لبنان، عبر مشاريع مستدامة وشاملة وطموحة لخدمة الشعب اللبناني.
وختم الوزير ناصر الدين في كلمة، لافتاً فيها إلى أن افتتاح قسم الأم والطفل في المستشفى إنجاز جديد يضاف إلى سجل الإنجازات في القطاع الصحي العام. وتوقف عند تسمية القسم باسم الدكتور روبير صاصي، موضحاً أن ذلك ليس مجرد تكريم بل هو عربون وفاء وتقدير لمسيرة عطاء لا مثيل لها.
وتابع: “مستشفى بيروت الحكومي الجامعي – الكرنتينا الذي اعيد افتتاحه مجددا عام 2015، أثبت منذ ذلك الحين أنه ركيزة أساسية في تقديم الرعاية الصحية، حيث بلغ عدد الأطفال الذين عالجهم حوالى 13800 طفل، وهو رقم يتحدث عن نفسه ويؤكد حجم الحاجة إلى خدماته”.
وأردف: “لأن الأرقام خير دليل على العمل الدؤوب، ففي السابق، كان المستشفى يستقبل سنويا حوالي 700 طفل ولكن بفضل إصرار وزارة الصحة العامة على تطويره، وبفضل الجهود الجبارة التي بذلها القيمون على هذه المستشفى، ودعم الجهات المانحة الكريمة التي آمنت برؤية الوزارة، تم التمكن من توسيع خدمات المستشفى بشكل ملحوظ حيث عالج المستشفى في السنة الفائتة حوالي 1300 طفل، أي ما يقارب الضعفين عن المعدل العام”.
ناصر الدين قال أيضاً: “ها نحن اليوم نفخر بافتتاح هذا القسم الجديد الذي يضم 14 سرير عناية فائقة لحديثي الولادة، و5 أسرة عناية فائقة للأطفال، بالإضافة إلى 13 سريرا مخصصا للتوليد والقسم النسائي، و24 سريرا لعلاج الأطفال. هذا التوسع الشامل في القدرة الاستيعابية يعكس الإتزام بتوفير أعلى مستويات الرعاية المتخصصة والمتكاملة للأمهات والأطفال في لبنان. وهذا الرقم هو أكبر دليل على أن إصرارنا على الاستثمار في القطاع العام هو في مكانه الصحيح، وأن رهاننا على قدرة مؤسساتنا الحكومية على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين هو رهان رابح”.
في السياق نفسه أضاف :”إننا نؤمن بأن الرعاية الصحية حق للجميع، وأن واجبنا كوزارة هو ضمان وصول هذه الرعاية إلى كل مواطن، بغض النظر عن قدرته المادية”.
وأكد الوزير أن وزارة الصحة العامة تعمل ليلاً نهاراً لكي يصبح مستشفى “الكرنتينا” مرجعاً متخصصاً ورائداً في علاج الأم والطفل على صعيد لبنان.
كما شكر المملكة العربية السعودية والدولة الفرنسية لمساهمتهما الكبيرة ودعمهما الذي كان له بالغ الأثر في إنجاح هذا المشروع الحيوي وإخراجه إلى النور. ورأى أن هذا الدعم الذي وصفه بالكريم يعكس عمق العلاقات الأخوية التي تربط لبنان بهذين البلدين الشقيقين والصديقين.
كذلك خصّ بالذكر الاتحاد الأوروبي، منظمة اليونيسف، منظمة الصحة العالمية، عائلة بطرس الكريمة، وجميع الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب لبنان في محنته وقدمت الدعم اللازم.
ولفت إلى أنه من الواجب ذكر دولة قطر التي تقوم حالياً بإعمار المبنى الجديد المجاور، مضيفاً: “إن المساهمات القيمة كان لها الدور الأكبر في تحقيق هذا الإنجاز المهم وفي استمرار هذه المؤسسة العريقة في خدمة أبناء الوطن”.