الأخبار حادثة القرنة: التحقيق يراوح مكانه ومحاكاة لمسرح الجريمة
كتبت جريدة الأخبارلم تتمكّن التحقيقات التي يجريها الجيش حول مقتل الشابين هيثم ومالك طوق، في القرنة السوداء السبت الماضي، من رسم صورة واضحة لملابسات الحادث.
وواصل المحقّقون استجواب الموقوفين الذين بلغ عددهم بعد إطلاق بعضهم 22، هم 15 من الضنيّة و7 من بشرّي.
وعاين فريق التحقيق أمس مكان مقتل هيثم طوق عند تخوم القرنة السوداء لجمع الأدلّة، بعدما اطّلع على تقارير الأطباء الشرعيين والأدلّة الجنائيّة. وعلمت «الأخبار» أنّ الجيش نقل، في سابقة لم تحدث من قبل، عدداً من الموقوفين إلى مكان الحادثة ووزّعهم في أماكن محددة تبعاً لإفاداتهم لإعادة رسم ما يُشبه مسرح الجريمة.
مع ذلك، تؤكّد مصادر أمنيّة أنّ التحقيقات لم تتوصّل بعد إلى تصوّر حاسم لكيفيّة مقتل هيثم طوق أو الفاعلين، وهو لا يزال في طوْر جمع الأدلّة وتجميع إفادات شهود العيان ومنهم من كان برفقة طوق خلال حصول الجريمة، ومقارنة إفادات الموقوفين، بعضها مع بعض، ومع التقارير التقنيّة كمسار الرصاصة والمسافة والمظاريف الفارغة، لتكوين رواية متكاملة قريبة من الحقيقة. علماً أن التحقيقات تواجه صعوبات بسبب المساحات الشاسعة في المكان وغياب الوسائل التقنيّة (الكاميرات) وقلّة الشهود.
وبحسب مصادر أمنية، وضع المحقّقون فرضيات عدة، خصوصاً في ما يتعلق بمقتل هيثم طوق، من دون الجزم بحقيقة ما جرى. ومن بين هذه الفرضيات أن يكون طوق قد أُصيب برصاص رفاقه.
مسار الرصاصة التي قتلت طوق يُظهر أنّها دخلت من خلف الكتف لتكسّر الأضلاع قبل خروجها من الرئة، يفترض أن الضحية كان في وضعية الانحناء أو القرفصاء، أو أنّ إطلاق النار جاء من مكان مرتفع قليلاً. وهذا ما يقود إلى الفرضية الثانية، وهي أن يكون قد تعرّض لإطلاق نار من أحد أهالي الضنية من فوق إحدى التلال المحيطة بمكان الحادث. الفرضية الثالثة أن يكون هيثم أصيب برصاصة طائشة. أما الفرضية الرابعة، فأن يكون قد أصيب برصاص الجيش لكون المنطقة مصنّفة عسكرية، وقد حذّر الجيش في بيان سابق من الاقتراب منها. وهذا ما ذكره في بيانه الذي أعقب وقوع الجريمة.
وعلمت «الأخبار» أنّ الكشف على الجثة والتقرير الطبي وتقدير الخبير العسكري، كلّ ذلك يرجّح أن تكون الرصاصة التي تسبّبت بمقتل هيثم قد أُطلقت من بندقية M16 أو سلاح مماثل تبعاً لحجم الثقب الذي أحدثه المقذوف في جسد الضحية.
أما في ما يتعلق بمقتل مالك طوق، فإن الترجيحات الأمنية تذهب إلى سقوطه عن طريق الخطأ برصاص الجيش، إذ إنّ عدداً من أهالي بشري استنفروا عقب انتشار خبر مقتل هيثم طوق وقدموا إلى المنطقة وهم يطلقون النار، وقد يكون الجيش ردّ بالمثل، ما أدى إلى مقتل مالك طوق وإصابة آخر.