الديار _ تغيير أورتاغوس غير وارد... ابنة ترامب الى بيروت
ميشال نصرعلى وقع الصدمة التي خلفها كلام الرئيس دونالد ترامب من المملكة العربية السعودية، حول لبنان تحديدا، وتردداتها في تصاريح مساعدة المبعوث الاميركي الى المنطقة مورغان اورتاغوس، يبدو للوهلة الاولى ان لبنان دخل مرحلة جديدة، لن تكون كسابقاتها، في لعبة استعمال "العصا والجزرة"، "الدارجة" منذ اقرار التسوية الرئاسية، خصوصا ان الهجمة المرتدة اللبنانية طالت ممثلة الرئيس ترامب شخصيا.
ففيما يتوقع ان تكون زيارة اورتاغوس بعد انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية، تحديدا في النصف الاول من شهر حزيران مبدئيا، على ما تشير مصادر مواكبة، معتبرة ان جدول اعمال الزيارة بات معروفا، في ظل ما اطلقته من مواقف تعبر عن الخطوط العريضة لخطة قاربت الادارة في واشنطن على الانتهاء من وضعها، تتضمن خارطة طريق واضحة لآلية تنفيذ المطالب الدولية، في ظل "التباطؤ" الرسمي اللبناني في الوفاء بالالتزامات والوعود، قد يكون بسبب رهان على تغييرات اقليمية، كحصول اتفاق بين واشنطن وطهران أو دخول العرب و"إسرائيل" في مسار مفاوضات تسوية على أسس جديدة من جهة، واستنساخ للتجارب اللبنانية السابقة في التعامل مع القرارات الدولية من جهة ثانية.
ورأت المصادر، انه استنادا الى المعطيات المتوافرة في العاصمة الاميركية، فان الرسائل التي ستتولى اورتاغوس نقلها للمعنيين، تتمحور اضافة الى ملف السلاح، ملف شبكات تمويل وتجهيز الحزب، في ظل الحملة الدولية تحديدا في اوروبا ضد تلك الخلايا.
واعتبرت المصادر أن المطلوب اليوم تغيير جذري في السياسة، خصوصا أن التجارب السابقة منذ وقف إطلاق النار، أثبتت أن أيًا من الطرفين اللبناني و"الإسرائيلي" لم يغير من موقفه، فلا الدولة اللبنانية قادرة على الوفاء بكل التزاماتها لجهة حل مسألة سلاح حزب الله، ولا "الإسرائيليون" مستعدون للانسحاب الكامل من لبنان، ووقف ضرباتهم المتواصلة في مختلف المناطق.
وتتابع المصادر، بان "الفرصة التاريخية التي تأتي مرة واحدة في العمر"، على ما قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال زيارته الخليجية، شارفت على نهايتها قبل ان "يغسل" المجتمع الدولي يديه من لبنان، حيث ان الكرة اليوم في ملعب الرؤساء الثلاثة والقيادات السياسية في البلد، للمبادرة والقيام بما هو مطلوب، ذلك ان اعتماد منطق واسلوب "الحلول بالتراضي" لن يكون مقبولا دون سقف زمني محدد، والا فان بيروت ستكون في وضع صعب.
وكشفت المصادر بان الحد الفاصل لفترة السماح، سيتزامن مع اقرار رزمة قوانين في الكونغرس من ابرزها "بايجر اكت"، والذي يعتبر من اخطر القوانين، نظرا لدخوله في التفاصيل بما فيها تحديد اسماء مئات الشخصيات والمسؤولين لادراجها على لوائح العقوبات، وهو ما قد يحد من اي "مسايرة" او محاولة تمديد فترة السماح من قبل الادارة.
وحول الحملة التي تتعرض لها نائبة المبعوث الاميركي الى المنطقة مورغان اورتاغوس، كشفت المصادر ان لا نية ابدا من قبل الرئيس ترامب لتغييرها حاليا، رغم تلقي البيت الابيض بعض الشكاوى والاعتراضات من جهات لبنانية مختلفة، كما من اطراف في الادارة، تناولت بالتحديد اطلالاتها الاعلامية، ولغتها غير الدبلوماسية في التعبير عن مواقفها. واشارت المصادر الى ان ستيف ويتكوف قد حصر كل الاتصالات التي تخص الملف اللبناني بكل تفاصيله "بالسيدة اورتاغوس"، التي يفترض انها الرئيسة الفعلية للجنة مراقبة وقف النار، وتشارك الى جانب رئيسها في الفريق المفاوض في عمان.
الى ذلك، نفت المصادر وجود اي مشاكل فيما خص اختيار الرئيس ترامب لمايكل عيسى كسفير لواشنطن في بيروت قبل حوالي الشهرين، مؤكدة ان التحاقه في عوكر ينتظر مثوله امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، للحصول على الموافقة على تعيينه بعد الاستماع اليه والاطلاع على آرائه وموقفه والخضوع لاسئلة اعضائها، عازية سبب التأخير الى"عجقة" المعاونين للرئيس من موظفين وسفراء واداريين وامنيين، الذين تم تعيينهم وينتظرون المثول امام الكونغرس.
وختمت المصادر بان الفريق الامني في البيت الابيض بدأ اعداد الترتيبات، لزيارة ابنة الرئيس ترامب تيفاني من زوجته الثانية مارلا مابلز وزوجها مايكل بولس، الى لبنان للاحتفال بعمادة ابنهما الكسندر ترامب بولس، في الصرح البطريركي مبدئيا، بمشاركة عدد من الشخصيات الرسمية اللبنانية التي ستوجه اليها الدعوة، كما سيحضر ايضا مستشار الرئيس للشؤون العربية والافريقية والشرق اوسطية بولس مسعد، الذي ستكون له سلسلة من الاتصالات والاطلالات، على هامش المناسبة.