مؤيّدو فرنجيّة يؤكّدون دعمهم إنتخابه رئيساً: شاء من شاء وأبى من أبى
عبد الكافي الصمدلم يغب الإستحقاق الرئاسي عن الإحتفالات واللقاءات وزيارات وإتصالات التهاني التي جرت بين ومع المسؤولين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، لا بل يمكن القول أنّه كان الحاضر الأكبر فيها، وهيّمن عليها.
مصادر سياسية مطلعة أكّدت لموقع "06NEWS" أنّ "إتصالات التهنئة التي جرت خلال عطلة العيد حاول بعض أطرافها جسّ النبض في أمرين: الأوّل معرفة إنْ كان رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي سيوجّه دعوة إلى النوّاب لحضور جلسة جديدة بهدف إنتخاب رئيس جديد للجمهورية؛ والثاني محاولة إستكشاف آراء الفرقاء المعنيين في الإستحقاق الرئاسي، من كتل ونوّاب منفردين، إذا كانت ما تزال على حالها أم أنّها تبدّلت وطرأ عليها أيّ جديد".
وكشفت المصادر أنّ "أيّ جواب عن هذين الإستفسارين لم يأتِ، وبقيت المعلومات والمواقف على حالها، بإنتظار بلورة الإتصالات واللقاءات بشكل أوسع، علّها تستطيع فتح كوة في جدار الإستحقاق الرئاسي الموصد".
لكن كان لافتاً للإنتباه خلال عطلة عيد الأضحى تراجع الزّخم والدعم الذي حظي به وزير المالية السابق جهاد أزعور كمرشّح لرئاسة الجمهورية من قبل فريق المعارضة، بعدما كشفت جلسة 14 حزيران 2023، وهي الـ13 التي تعقد منذ أولى الجلسات التي عقدت في 29 أيلول 2022، أبعد مدى يمكن أن يصل إليه أزعور والقدرة على تجيير أصوات النوّاب له، وهو مدى جاء أقل من المتوقع، أحبط داعميه وأصابهم بالتوتر والإرباك.
بالمقابل كان الفريق الداعم لرئيس تيّار المردة سليمان فرنجية أكثر ثباتاً على موقفهم الداعم له، وهو ما أكّده بوضوح النائب جهاد الصمد خلال إستقباله المهنئين بالعيد في منزل والده النائب الراحل مرشد الصمد في بلدة بخعون ـ
الضنية، حيث نُقل عنه قوله أمامهم بأنّ "فريقنا السياسي سيبقى داعماً لسليمان فرنجية مهما طال الزمن، وأنّ سليمان فرنجية سيُنتخب رئيساً للجمهورية عاجلاً أم آجلا، شاء من شاء وأبى من أبى".
تمسّك الفريق الداعم لفرنجية بدعمه لا ينطلق من فراغ، ذلك أنّ الزعيم الزغرتاوي أثبت خلال ممارسته السياسية عن ثوابت لم يحد عنها، من أبرزها النقاط التالية:
أولاً: لا يمكن لأحد المزايدة على فرنجية بمارونيته ومسيحيته، حيث يمتلك قاعدة مسيحية وازنة لا يمكن إنكارها، كما لا يمكن تجاهل تاريخ عائلته السياسي في هذا المجال.
ثانياً: أثبت فرنجية خلال ممارسته السلطة، منذ دخوله إليها مطلع تسعينات القرن الماضية، وطنيته، وتجاوزه حدود منطقته وطائفته.
وما فتح أبواب الوزارات التي تسلّمها هو أو المحسوبين عليه لاحقاً أمام المواطنين من مختلف المناطق، وتقديم الخدمات لهم ومساعدتهم، إلّا دليلاً ملموساً على ذلك.
ثالثاً: أكّد فرنجية مراراً، وأعاد ذلك التأكيد مجدّداً أكثر من مرّة، تمسكه باتفاق الطائف، ورفض التعرّض له، ما طمأن شركائه في الوطن من أنّه يرفض التخلّي عن إتفاق أنهى الحرب الأهلية وأدخل البلد في مرحلة إستقرار، معتبراً أنّ الطعن في إتفاق الطائف من شأنه أن يُدخل البلاد في أتون حرب أهلية جديدة، والسير في مغامرات غير محسوبة.
رابعاً: بات واضحاً للعيان، إلّا أمام من يُصرّ على إغلاق بصره وبصيرته، أنّ فرنجية هو الأقدر من غيره، بأشواط، على مقاربة ملفات هامّة لا يستطيع سواه من المرشّحين الإقتراب منها ومناقشتها، من أبرزها ملف النّازحين السّوريين في لبنان نظراً للعلاقة الوطيدة والتاريخية التي تجمعه بالرئيس السّوري بشّار الأسد، وملف الإستراتيجية الدفاعية، كون فرنجية هو من أبرز الأسماء اليوم الذين تنطبق عليهم مواصفات رئيس للجمهورية "لا يطعن المقاومة في الظهر"، كما حدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مواصفات الرئيس الذي يستعد للقبول به.