الأخبار _ المنية: أحمد الخير يهزم علم الدين و«الخيريْن»
محمد خالد ملصأسفرت الانتخابات البلديّة في قضاء المنية عن «ربح صافٍ» للنائب أحمد الخير الذي صار قادراً على «تقريش» فوزه بدخول الانتخابات النيابيّة بعد سنة كأكثر المرشحين قوّة ونفوذاً على الأرض، عبر إمساكه بالمفاتيح الانتخابيّة الأساسيّة في البلدات، بعدما نجح في «القبض» على أكثريّة «اتحاد بلديات المنية»، إذ فازت جميع اللوائح المدعومة منه في المنطقة، مثل دير عمار (أحمد خليل عيد)، بحنين (مصطفى غمراوي)، مركبتا (نعمان الشامي)، وبرج اليهوديّة (عامر العويك الذي فاز بالتزكية).
مع ذلك، كانت معركة بلدية المنية - النبي يوشع الأشرس بالنسبة إلى الخير الذي تمكّن، وحيداً بالسياسة وبالتحالف مع العائلات، من إلحاق هزيمة بالنائب السابق عثمان علم الدين ومعه رئيس «المركز الوطني في الشمال» كمال الخير. فيما فضّل النائب السابق كاظم الخير تشكيل لائحة خاصة به عمّمها على المقربين منه، ضمّت مرشحين من اللائحتين المتنافستين.
وأظهرت النتائج الأوّلية غير الرسمية فوز لائحة «قرار الغد» التي يرأسها توفيق زريقة مدعوماً من أحمد الخير بـ15 عضواً مقابل 6 أعضاء للائحة «معاً ننهض» التي يرأسها بسام الرملاوي مدعوماً من علم الدين وكمال الخير.
ومن المرجّح أن تتغيّر نتيجة توزيع المراكز بعد صدور النتائج الرسمية، باعتبار أنّ الفارق بين آخر الفائزين وأوّل الخاسرين لا يتعدّى الـ10 أصوات. مع ذلك، يبقى محسوماً بأن يرأس زريقة المجلس البلدي ورئاسة «الاتحاد» باعتبار أن العرف يقضي بأن تؤول إلى رئيس بلدية مدينة المنية - النبي يوشع.
كرّس أحمد الخير نفسه رقماً صعباً في الانتخابات النيابية بمعزل عن مشاركة تيّار «المستقبل»
وكانت «أم المعارك» في المدينة في النبي يوشع، حيث ينتخب نحو 7 آلاف مقترع، وأدّت التحالفات فيها إلى انقسامٍ عمودي بين العائلات، إذ اصطفّ ما يسمى بـ«حلف النبي يوشع»، المتمثّل بآل الحلاق وآل المصري، إلى جانب أحمد الخير، ما مكّنهم من الفوز بعضوين (غسّان رستم وشفيق العتري) من أصل 5.
بينما صبّ تحالف عائلات: الدهيبي، محيش، قاسم، السيد أحمد إلى جانب اللائحة المدعومة من علم الدين وكمال الخير، وفاز بـ3 مقاعد (محمد المصري، محمد الدهيبي، وعبد الحكيم قاسم).
وعكست منازلة المنية الاصطفافات السياسية التي يتوقّع أن يشهدها القضاء في الانتخابات النيابيّة المقبلة، بعدما كرّس أحمد الخير نفسه رقماً صعباً وزعامة محلية بمعزل عن مشاركة «تيّار المستقبل» وبلوكه الانتخابي، في حين أثبت عثمان علم الدين نفسه منافساً أوّلَ له.
هوية نائب الرئيس
وإلى السياسة، فإنّ الكباش داخل المنية يبدو مستمراً بعدما برزت قضيّة مركز نائب الرئيس بخسارة المرشح على المركز على لائحة «قرار الغد،» أحمد خضر الدهيبي. وفي هذا السياق، تشير معلومات «الأخبار» إلى أنّ أحمد الخير سيكون أمام خيارين: المقايضة مع خصميه من آل الدهيبي وقاسم (اللذين خرقا بالفوز) عبر إعطاء أحدهما موقع نائب الرئيس مقابل التّحالف مع عائلاتهما في الانتخابات النيابيّة المقبلة، أو الاتفاق مع «حلف النبي يوشع» بتثبيت التحالف عبر إعطاء مركز نائب الرئيس لغسان رستم.
وقال أحمد الخير لـ«الأخبار» إن «الخيار بشأن نائب الرئيس سيكون بالتشاور مع جميع الحلفاء وتحديداً في النبي يوشع، على أن نقوم بما فيه مصلحة المنية».
وشدّد على أنّ «المنية هي التي ربحت والاستحقاق جرى بطريقة ديمقراطية، ونجحنا في إيصال فريق متجانس يمثّل قرار العائلات»، لافتاً إلى أنّ «لائحة قرار الغد أصبحت اليوم صاحبة القرار في البدء بالمسار الإنمائي الذي حُرمت منه المنية لسنوات طويلة جراء مجالس بلدية قائمة على المُحاصصة. والأساس اليوم هو مدّ يد العون للجميع على المستوى السياسي والبلدي».
يُذكر أن الانتخابات التي كانت طاحنة بعناوينها جرت بهدوء على الأرض، وإن عكّرتها عمليّات إطلاق الرصاص المتفلّت.