احتدمت المنافسة في قضاء المنية، واتخذت منحى «كسر العظم» في المدينة، المنية - النبي يوشع، بعدما تحوّلت إلى صراع نفوذ ظاهر ومنازلة مبكرة على المقعد النيابي السني بين النائب أحمد الخير الذي دعم لائحة «قرار الغد» برئاسة توفيق زريقة، والنائب السابق عثمان علم الدين الذي دعم لائحة «معاً ننهض» برئاسة بسام الرملاوي وحسام ملص.

فيما لم ينجح النائب السابق كاظم الخير في تثبيت وجوده على الأرض عبر تشكيل لائحة، ما اضطره إلى «طبخ» لائحة خاصة به عمّمها على المقربين منه، ضمّت مرشحين من اللائحتين المتنافستين.

ورغم حدّة المعركة التي ظهرت في ارتفاع نسبة الاقتراع إلى 48%، إلّا أن الهدوء عمّ الطرقات من دون تسجيل أي إشكال. وكانت المفارقة في الحماسة المسيحيّة، خلافاً للدّورات السابقة، إذ وصل عدد المقترعين إلى 750 من أصل 1800 ناخب.

وقال الخير لـ«الأخبار» إن المعركة «كانت ديمقراطية، وأهالي المنطقة عبّروا عن رأيهم، وهو ما ظهر في نسبة التصويت المرتفعة»، لافتاً إلى «أنّنا وضعنا التجاوزات العديدة التي حصلت في عهدة وزارة الدّاخلية والبلديات التي تعهّدت بحلّها». وأضاف: «ستكون يدنا ممدودة إلى الفائزين في الانتخابات أياً كانت انتماءاتهم، وسنقف إلى جانبهم لما فيه مصلحة المنية».

بدوره، أشار علم الدين إلى أنّ «المهم هو عدم حصول أي إشكالات، وقد عملنا بجهد لما نراه مناسباً لأنّنا أخذنا في الاعتبار مصلحة المدينة. وفي النهاية لسنا في ساحة حرب، بل سنقف إلى جانب الفائزين».

إلى بحنين، حيث شهدت انتخابات حامية اختلطت فيها السياسة بالعائليّة، لتصل نسبة الاقتراع إلى أكثر من 50%. وأظهرت النتائج الأولية تقدّم لائحة «القرار الحر» برئاسة مصطفى غمراوي، المدعومة من الخير، على لائحة «التضامن والمحبة» برئاسة مصطفى وهبي (رئيس البلدية لأكثر من 20 عاماً).

أمّا في البداوي التي كانت فيها المنافسة شرسة، فتمكّن رئيس البلدية الحالي، حسن غمراوي، من استقطاب معظم المجنّسين (نحو 1700) لصالح لائحته، ما رجّح فوزه على خصمه سعيد العويك المحسوب على الجماعة الإسلامية.

وإذا كانت غالبية بلدات المنية قد أقفلت صناديق اقتراعها كما فتحتها بهدوء تام، فإنّ غالبية الشكاوى تركّزت على الإجراءات اللوجستية لمراكز الاقتراع، إذ خُصصت خمس غرف اقتراع في دير عمار لأكثر من 2500 ناخب، فيما اعتُمد مركز اقتراع واحد في النبي يوشع، يضم ثماني غرف مخصّصة لنحو ثمانية آلاف ناخب.