الحاج نعيم عصافيري.. عين طرابلس وذاكرتها
بقلم: د. جان تومارافقت الشيخ ماجد الدرويش في زيارة إلى مركز جمعية الخدمات الإجتماعيّة في أبي سمراء، لمعايدة الحاج نعيم عصافيري، عين طرابلس وذاكرتها، بالأضحى المبارك.
حين تجلس مع كبيرين طرابلسيين كالشيخ ماجد والحاج نعيم، لا يمكنك أن تعبر مرور العابر في فيحاء غنّاء ولا تلقى تغريدًا، أو خريرًا، أو إيقاعًا طروبًا من ذكريات مرّت، وما سقطت بمرور الزمن ، بل بقيت حيّة في الحلق، إشتياقاً لماءٍ زلال، وفي العين كإنبساط ضوء عدسة التصوير، وفي القلب كالوريد، الذي يتراقص مغناجًا كلّما كرجت طفولتك أمامك، فيما تشكو، في شيخوختك، من تكاليف زمن مُتْعِب، مضنية متطلباته.
سألت الحاج نعيم عن كاميرته للتصوير، هل سحب عدستها وصارت إلى بؤبؤي عينيه؟ هل تتكلّم هذه العدسة التصويرية لتحكي تاريخ طرابلس؟ ماذا عن إرثها الثقافيّ والسياسيّ وهو الذي رافق جريدة” النهار” في زمَني السلم والحرب.
كان جوابه دمع عين لغسل العدسة قبل أن يعرض لنا شريط وثائقه المؤرشفة في باله وخاطره.
تذكّرنا في جلستنا كبار صحافة طرابلس؛ محمود الأدهمي ومنيف رستم، رحمهما الله، ومايز الأدهمي، حفظه المولى، وغيرهم، وإستذكرنا الكتابة بالقلم على الورق، والسرعة إلى كاراج السيارات المتوجّهة إلى بيروت لإرسال البريد الصحفيّ إلى إدارة الصحف البيروتيّة كي تبقى طرابلس وأخبارها على خارطة الأنباء، والمشاركة في القرار السياسيّ والثقافيّ والإقتصاديً وغيرها.
الحاج نعيم عصافيري، أضحى مبارك، عسى أن يعيده الله تعالى علينا بالخير والبركات، وبثمار النعم النازلة من فوق التي “وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا “.