أسئلة مقلقة عن المصير والأزمات .. ولا أجوبة
عبد الكافي الصمدنُقل عن مرجع سياسي قوله في جلسة خاصة، ردّاً على سؤال حول مصير الإستحقاق الرئاسي، ومتى سيُبصر النّور إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ينهي الفراغ الممتد منذ نحو 8 أشهر، وهل هناك حلحلة في هذا المجال، بأنّه "قد نرى رئيساً جديداً للجمهورية في قصر بعبدا في غضون 24 ساعة، وقد يستغرق الأمر أشهراً من الإنتظار"، وعندما يُسأل المرجع: "إنتظار ماذا؟"، يجيب قائلاً: "إنتظار التوافق الخارجي، فمن دونه لا رئيس للجمهورية في لبنان".
الحديث عن الإنتخابات الرئاسية في لبنان، مع المرجع إيّاه، يمتد ويتشعّب حول نتيجة زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، وإذا كانت ستنتج مخرجاً أو حلّاً للأزمة، يجيب المرجع: "لا شيء.
إنّها زيارة لملء الوقت الضائع"، ومضيفاً: "فرنسا لم تعد لاعباً سياسياً مؤثراً في المنطقة كما كانت في السّابق، إنّها اليوم ليست أكثر من ناقل رسائل أو وسيط يُعطى دوراً أكبر من حجمه".
وعن حظوظ رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية بالفوز بالرئاسة الأولى، وإنتخابه رئيساً للجمهورية، بعد 13 جلسة إنتخاب لم تسفر عن نتيجة، يجيب المرجع السّياسي: "الفريق السّياسي الداعم لفرنجية متمسك به كما أنّه متماسك، وهو يُشكّل تحالفاً صلباً لا يمكن تجاوزه ولا تجاهله أيضاً، وهو ما يجعل حظوظ فرنجية أقوى من أيّ مرشّح آخر، بمن فيهم وزير المالية السّابق والمرشح الحالي جهاد أزعور، والأصوات المؤيّدة لفرنجية في تزايد وليست في نقصان، غير أنّ المشكلة التي تواجهه أن الثنائي المسيحي، التيّار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، يقفان ضد ترشيحه، ويحاربانه لإعتبارات وأسباب عدّة".
وعندما يُسأل المرجع السّياسي المذكور عن المخرج، يختم بالقول: "علينا الإنتظار.
لا نملك غيره، فالقرار في إستحقاق رئاسة الجمهورية كما القرارات الكبيرة في البلد كانت دائماً، وما تزال، تأتي من الخارج".
هذه القراءة السّياسية جاءت بالتزامن مع زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان، والتي كشفت أنّ لودريان جاء مستطلعاً ومستمعاً أكثر منه يحمل في جعبته مبادرة ما أو صيغة تسوية معينة، أو يملك ردوداً على أسئلة كثيرة تلقاها ممن إلتقى بهم حول مصير المبادرة الفرنسية السابقة التي قامت على "تسوية" أساسية مفادها سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية والسفير السابق نواف سلام رئيساً للحكومة، وهل ما تزال هذه المبادرة قائمة أم جُمّدت وطُويت وأصبحت من الماضي، وهل هناك مبادرات وطروحات جديدة، ومتى وكيف، وهل الدول المؤثّرة في السّاحة اللبنانية قالت كلمتها في الإستحقاق الرئاسي أم لا، وهل الجمود السّياسي سينتهي قريباً أم سيبقى، وما مصير الأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية الضاغطة التي تشدّ خناقها على أكثر من ثلاثة أرباع الشّعب اللبناني الذي تهاوى إلى ما دون خط الفقر، وهل أن الدول والجهات المانحة مستعدة لتقديم مساعدات وهبات تخرج البلد من أزماته، أم أن أوان الحلول النهائية، أو الترقيعية، لم يحن موعدها بعد؟
كلّ هذه الأسئلة وغيرها تلقي بثقلها على لبنان بكلّ أوساطه وفئاته، من غير أن يجدوا جواباً واحداً يشفي غليلهم، ويضيء شمعة واحدة في نهاية النّفق الذي علقوا في داخله، وجعل مصيرهم ومصير بلدهم في مهبّ الريح.