هل سيستطيع لودريان تفكيك طلاسم الأزمة اللبنانية؟
مرسال الترسيقف مختلف أفرقاء الساحة السياسية في لبنان متفرجون على ما سيؤديه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان من مهمة في لبنان خلال أيام ثلاثة على هامش الأزمة الرئاسية في لبنان التي ضربها الفراغ منذ ثمانية أشهر والى أجل غير معلوم.
وينقسمون في هذا السياق إلى فريقين يمثلان المجتمع اللبناني الذي بات على شرخ عامودي من الصعب إعادة اللحمة أليه بدون إستحداث نظام سياسي محدّث لما هو قائم، أو نظام جديد ينقض كل ما سبق:
فالفريق الأول كان يصفّق للحكم الفرنسي لأنه يؤيد وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا من ضمن تسوية توصل رئيس حكومة يكون قريباً من الفريق الآخر.
في وقت رأت أوساط مراقبة أن نواب الطائفة السنية قد تعرضوا لضغوط إبان الجلسة الثانية عشرة من سلسلة جلسات الإنتخاب الرئاسية لكي لا ينتخبوا فرنجية ولكن تلك الأوساط لاحظت أن أحد أبرز رموز الطائفة السنية رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي (الذي أصبح أحد الأعضاء الفاعلين في "كتلة التوافق الوطني" وسيمثلها في اللقاء مع الموفد الفرنسي) قد أعلن قبيل ساعات من وصول لودريان الى بيروت "أن فرنجيه هو المرشح الجدي لرئاسة الجمهورية وأنه من المؤيدين الثابتين له".
فيما ألمح غير عضو سني في تكتل "الإعتدال الوطني" أنه يضمر الخير لفرنجية.
على خط مقابل تراهن القوى المنضوية تحت راية ما يسمى بـ "المعارضة" بأن الولايات المتحدة الأميركية ستعمل كل ما بوسعها لسحب الملف الرئاسي في لبنان من الأيدي الفرنسية الناشطة في إتصالاتها تجاه المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران، وفي إعتقاد تلك المعارضة أن واشنطن ستبذل كل ما بوسعها من أجل تحقيق أحلام المعارضة المتعددة الأطراف والتوجهات والتي تقاطعت على إعطاء أصوات ممثليها في ساحة النجمة إلى الوزير السابق جهاد أزعور الذي تراهن أوساط مراقبة على أنه لن يكمل المشوار لأسباب عديدة، في وقت لم يخفي رئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط أنه قد أدى قسطه بإتجاه أزعور وهو سيترك لنجله تيمور الذي سيتسلم قيادة الحزب يوم الأحد المقبل ما هو المناسب في الإستحقاق الرئاسي.
وإذا كان تيمور في أحدث نشاط سياسي له قد التقى المرشحة الرئاسية الدكتورة مي الريحاني كرسالة سلبية لمن يهتم، فان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان سبّاقاً في دعم ترشيح فرنجية ما زال يعلق آمالاً على أن جنبلاط (الأب) لا يمكن ان يكسر الجرة معه إستناداً إلى التاريخ السياسي الطويل بينهما.
ولكن أكثر ما يخشاه معظم الأفرقاء في لبنان أن لا يستطيع لودريان من تفكيك طلاسم الأزمة اللبنانية ويعود بخُفي حُنين كما حصل مع رئيسه عندما زار بيروت مندفعاً قبل ثلاث سنوات ليساعد لبنان وعاد منكفئاً على نفسه.
بينما يحرص هؤلاء الأفرقاء على تمرير رسائل مشفّرة باتجه المملكة العربية السعودية من منطلق أنها لا تحمل إلاّ الخير للبنان الذي ينتظر منها موقفاً مؤثراً!