الديار _ الرياض تفتح الباب وسلام يدخل الى دمشق... فهل يخرج بغير ما دخل؟
09 نيسان 2025

الديار _ الرياض تفتح الباب وسلام يدخل الى دمشق... فهل يخرج بغير ما دخل؟

صونيا رزق

بعد تعذّر التواصل المباشر بين لبنان وسوريا، دخلت الوساطة السعودية لضبط العلاقة بين البلدين، وجمع وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى مع نظيره السوري مرهف أبو قصرة في مدينة جدّة السعودية، حيث بُحث التنسيق الامني بين بيروت ودمشق، وضرورة إزالة التوتر على الحدود وملف الترسيم، وإقفال المعابر غير الشرعية ومكافحة التهريب، إضافة الى ملف النزوح، ما فتح باب التواصل وبداية ضبط الحدود، منعاً لبقاء الفلتان الامني وتداعياته الخطرة، لكن المشكلة كانت تكمن في غياب السلطة التنفيذية السورية، اما اليوم فإختلف الوضع والحل بات مطلوباً من الطرفين، مع الاشارة الى انّ السلطة السورية الجديدة، اطلقت تعهداً بإغلاق تلك المعابر كخطوة اولى، لإستمالة الدعم الدولي وتحقيق وعوده حيالها.

الى ذلك، وإنطلاقاً من تحسّن الوضع حالياً، أجرى رئيس الحكومة نواف سلام قبل ايام اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري أحمد الشرع، للتهنئة بعيد الفطر وتشكيل الحكومة الجديدة، وكانت فرصة للتحدث في الملفات السياسية، وافيد بأنه سيزور دمشق قريباً مع إحتمال ان يكون التوقيت في الاسبوع المقبل، على رأس وفد وزاري وأمني. وعلم في هذا الاطار بأنّ وزيريّ الدفاع والخارجية سيكونان ضمن الوفد، على ان يتم البحث في كل الملفات العالقة والمطروحة، مع متابعة ما جرى من توافق خلال لقاء جدّة بين وزيري دفاع البلدين، لبحث القضايا المشتركة وتعزيز التعاون.

وافيد وفق المعلومات بأنّ قرار الزيارة المرتقبة جاء بطلب من الجانب السعودي، لإزالة التوتر الامني بين البلدين الذي جرى قبل فترة وجيزة على الحدود، وادى الى اشتباكات وسقوط قتلى وجرحى، مع خضّة سياسية انتجت رفضاً لإستقبال الوفد الوزاري اللبناني الذي كان ينوي زيارة دمشق في 26 آذار الماضي، حينئذ لعبت المملكة دوراً في التقارب بين بيروت ودمشق، إنطلاقاً من مبدأ احترام سيادة البلدين، ونجحت بالخطوة الاولى التي سيطلقها سلام قريباً من العاصمة السورية، والتي ستأتي بعد المحادثات التي اجراها مع المسؤولة الاميركية اورغان اورتاغوس، حيث تطرّق الى هذا الملف معها، معتبراً انّ الاستقرار في لبنان لا بدّ ان ينعكس على سوريا والعكس صحيح.

وافيد في هذا الاطار بأنّ رئيس الحكومة طلب من اورتاغوس ضرورة رفع العقوبات عن سوريا، لانّ إستمرارها يعني عدم البدء بإعمارها، مما يعيق عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان الى بلدهم، وتفاقم التداعيات السلبية عليه، خصوصاً انّ الملف ما زال عالقاً منذ العام 2011 تاريخ بدء الحرب السورية، ونُقل عن تلك المحادثات بأنّ اورتاغوس كانت مستمعة جيدة لكل ما طالب به سلام، إلا انّ أجوبتها تحتاج الى محادثات مع الادارة الاميركية مع رسالة واضحة من واشنطن، من دون ان تعطي اي إنطباع عمّا يحويه جوابها عن مطلب سلام.

في غضون ذلك، ينقل مقرّبون عن رئيس الحكومة بأنّ خطوات التقارب مع سوريا ستفتح صفحة جديدة معها، ضمن عنوان الند للند وهذا من شأنه إبعاد الخلافات، طالما انّ التعامل قائم على اسس الاحترام المتبادل، على ان تسلك مساراً جديداً يزيل كل الخلافات القديمة ويحظى بإهتمام عربي ودولي.
كما سيؤدي اللقاء بين سلام والشرع الى مراجعة الاتفاقيات التي وقّعت مع لبنان تحت الوصاية السورية، واليوم لم يعد لها اي حاجة، خصوصاً انّ هنالك 42 اتفاقية بين البلدين تتطلب اما الالغاء او التحديث، أبرزها "معاهدة التعاون والإخوة والتنسيق بين لبنان وسوريا"، التي تم توقيعها في العام 1991، ونتج عنها المجلس الاعلى اللبناني- السوري.
هذه الصورة المستحدثة بين بيروت ودمشق، والمرتقب تظهيرها قريباً من خلال إزالة التعقيدات السياسية، يتحدث عنها الجانب اللبناني بإيجابية، ويتوقع إزالتها في وقت غير بعيد، وفق مصادر سياسية تابعت الملف خلال الفترة الاخيرة، وأبدت تفاؤلها بفتح صفحة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen