الديار _ ماذا أخفت الديبلوماسيّة الهادئة من مُفاجآت؟ زيارة أورتاغوس فرملت قرار الحرب ولم تلغ التصعيد
07 نيسان 2025

الديار _ ماذا أخفت الديبلوماسيّة الهادئة من مُفاجآت؟ زيارة أورتاغوس فرملت قرار الحرب ولم تلغ التصعيد

ابتسام شديد

لا يمكن كما تقول مصادر سياسية، مقاربة زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، بعيدا جدا عن الأجواء في المنطقة والتصعيد "الإسرائيلي" واستمرار الاغتيالات، والضغوط على لبنان والمطالبة بنزع سلاح حزب الله، والالتزام بالاصلاحات وما سبق ترداده في سياق المواقف "الاسرائيلية" والأميركية، ومع ذلك فان زيارة اورتاغوس حملت الكثير من المفاجآت، فهي أولا خالفت التوقعات القائلة بانها ستكون تفجيرية واستباقية للحرب الكبرى، فما رشح من كواليس لقاءات الزائرة الاميركية كان في خانة الإيجابية البناءة، والاهم ان الزيارة الثانية لها الى بيروت كانت مختلفة عن الزيارة السابقة، التي أحرجت المسؤولين في لبنان بالتصريحات الحادة التي أطلقتها، فحلت الدبلوماسية الهادئة من خلال تفهم تعقيدات الوضع اللبناني، والإلتزام ببنود ورقة الالتزام الدولي بما يحدث جنوب الليطاني.

نتائج اللقاءات كما تقول المعلومات ستظهر تباعا، لكن ما جرى في الغرف المغلقة كلام ساخن في كل الملفات تم فيه توضيح الموقف اللبناني ، والنقطة الأساس ان لبنان ملتزم بالقرارات الدولية كاملة، مع ربط الالتزام اللبناني بما يريده عرابو اتفاق وقف إطلاق النار.

زيارة اورتاغوس بالشكل نقضت مشهد التهويل الذي سبقه ، فبدل الخطاب التصعيدي لنزع سلاح حزب الله وفرض لجان ذات طابع تطبيعي، التزمت اورتاغوس حدود الكلام بتحييد واضح عن الملفات الخلافية، واظهرت تفهما للموقف اللبناني، مع أولوية النهوض الإقتصادي والإصلاح المالي.

زيارة الموفدة الأميركية حملت رسائل اقل وطأة وتخفيفية في موضوع التطبيع، فالإدارة الاميركية تدرك جيدا ان لبنان لا يمكن ان يوافق على التطبيع، مع عدو له أطماع بارضه ومياهه.
 

على ان السؤال ما بعد الزيارة يبقى حول إمكانية اقتناع واشنطن بما قدم اليها من الطرف اللبناني، بان معالجة مسألة السلاح لا تكون بالطريقة التي تريدها واشنطن، وهذا ما سبق ومهد له رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في باريس، بتأكيد عدم مسؤولية لبنان عن الصواريخ اللقيطة.

بالخلاصة، فان الزيارة فرملت التصعيد الأميركي – "الإسرائيلي" لكنها لم تلغه بالكامل، فمن المتوقع ان تستمر "إسرائيل" بخرق وقف إطلاق النار بالاغتيالات او استهداف مواقع حزب الله، سواء في الجنوب او الضاحية الجنوبية، تحت عنوان التخلص من اهداف مرصودة وحماية امنها، مما يعيد الامور الى المربع الاول لبداية الحرب "الإسرائيلية" على لبنان ، من دون ان يعني ذلك ان الامور ستذهب الى الإنفجار او التصعيد العنيف، إلا اذا صدر قرار الحرب المفاجىء من إدارة الرئيس الاميركي، وحدوث امر طارىء يلزم حزب الله بالرد، او خرجت الامور في المنطقة عن السيطرة في ما يتعلق بالتحضيرات الاميركية "الإسرائيلية"، لضرب إيران ربطا بالحركة في المنطقة، ومع وصول قائد القيادة المركزية الأميركية الى "اسرائيل".

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen