الديار: الشباب العكاري محبط ويحلم بالهجرة لكن الابواب مقفلة في وجهه
كتب جهاد نافع في الديارباتت الهجرة هاجس الشباب العكاري اليومي، لكن حتى هذا الحلم، دونه عقبات وعراقيل...
شباب جامعي يتخرج، فلا يجد امامه سوى اسواق البطالة في ظل واقع معيشي غير مسبوق في تاريخ البلاد.
وعكار المحافظة الكبرى لم تحظ برعاية رسمية من الدولة فوصلت الحال الى ما هي عليه من تهميش واهمال وحرمان على كل المستويات وفي كل القطاعات.
فالشاب وليد الزعبي احد الناشطين الاجتماعيين في عكار، ورئيس جمعية نهضة عكار، ومن خلال احتكاكه اليومي بالشباب يرى ان الشباب العكاري في ظل هذة الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد محبط جدا، ويقول انه رغم طموحاتهم يصطدمون بالابواب الموصدة أمامهم. فمنهم من حاول الهجرة رغم العقبات والصعوبات في تأمين جواز السفر والفيزة والتكاليف والمصاريف.
علما ان من صادف وهاجر لم تكن الرواتب على قدر الطموح او على مستواهم العلمي الذي يخولهم العمل في مجاله برواتب مرتفعة.
وكشف الزعبي مع مجموعة من الناشطين ان عددا من شباب عكار الجامعي ومن المهندسين الذين تخرجوا بتفوق لم يجدوا وظائف الا العمل في المطاعم ...
فكانت النتائج محبطة.
السؤال الابرز في عكار هو: مسؤولية من تأمين فرص العمل للشباب؟
وكيف يستطيع الشباب تأمين المسكن والطبابة واين هي ادنى متطلبات الحياة الكريمة ليبني أسرة؟!
وحسب الشباب الناشطين في ظل هذا كله ان الطامحين منهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي بل انخرطوا في المجال التطوعي كالدفاع المدني، والصليب الأحمر وفي مؤسسات انسانية لتغذية روح المواطنية وحب العمل الإنساني في خدمة الآخر.
يعيش هؤلاء ولم يستسلموا لظروف، ولم يقفوا عند حدود، بل اسسوا مجموعات شبابية إغاثية تكافلية اجتماعية من اللحم الحي ليكون بلسما لجاره وأهله ومنطقته...
عكار هذه التي تعيش حالات الحرمان والمعروفة بكثافتها السكانية الكبيرة وتكثر فيها الولادات، يزداد فيها الفئات العمرية الشبابية وفق دراسة اعدها الناشط وليد منذر الزعبي، ورغم ذلك بقيت منطقة مهمشة محاصرة بالاهمال والفقر والبطالة.
وزاد الطين بلة الاوضاع المعيشية والاقتصادية المنهارة، رغم احتوائها على مرافق حيوية لو شغلت لوفرت الآلاف من فرص العمل وعلى سبيل المثال مطار القليعات، منشآت المياه الساخنة الكبريتية السياحية الصحية المهملة في السماقية، ومنع انشاء فروع للجامعة اللبنانية...
اتساع مساحات البطالة دفعت بالبعض المحبط إما الى اتجاهات دينية متطرفة، او اتجاهات سياسية مشبوهة، او الانحراف وارتكاب الموبقات.
وبعض آخر انخرط بالمؤسسات العسكرية رغم ان الراتب لا يكفي مصاريف خمسة ايام.
حتى القطاع الزراعي العكاري مصاب بالوهن والتجاهل وهو اهم قطاع في عكار. فالمزارع العكاري يكابد منذ سنين طويلة وخسائره تزداد وليس من يهتم بالسهل العكاري مورد رزق اكثر من نصف سكان عكار.
لا دولة ترعى، ولا مؤسسات تدعم، متروك للمجهول، فكيف يستطيع العكاري تأمين قوت عائلته، او يسدد اقساط ابنائه بالمدارس بالدولار، واسعار التنقلات مدولرة... أين أسعار الكتب؟ أين المدارس الرسمية و الثانويات والكادر التعليمي في حالة أسوأ ...
والكثير من الشباب ترك التعليم بسبب الفقر وكي يكون المعيل الثاني لعائلته التي تتقاسم رغيف المأكل والمشرب والملبس... مع ما يرافق ذلك تركت فتيات شابات التعليم وتوجهن للعمل في مجالات التطريز والخياطة والعمالة اليومية ما ظهر جلياً في النسبة المرتفعة في معدل العنوسة لدى النساء.
امام هذا الواقع باتت افكار الانتحار تراود بعض الشباب ممن سدت في وجوههم الابواب.
الأزمة تشتد يوماً بعد يوم... وهنا تساؤلات يطرحها الشباب: هل نرى قريبا ارتفاعا في نسبة الانتحار التي بدأت تتكرر حوادثها بين الحين والآخر متنقلة بين مختلف المحافظات اللبنانية؟
الاسئلة كثيرة وطموحات الشباب اكثر منها :
أما آن للمحصاصات أن تنتهي؟ اما آن وضع حد للمحسوبيات؟
وأن نسعى للشفافية والإدارة العادلة ودولة المساواة وتطبيق اللامركزية الادارية، ونظام الإنماء الشامل المتوازن والنهوض بالوطن، أم أن الفساد سيبقى المسيطر في الماضي والحاضر والمستقبل ؟....