جلسة التقاطع المصدومة بالتوتر العالي!
مرسال الترس
بدا واضحاً لدى المشاهدين عند خروج النواب من الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية أن نواب "المعارضىة" قد صدموا من الأرقام التي أفرزتها الجلسة والتي كانوا يبنون عليها "آمالاً وردية" ويهيئون الأجواء لجولة انتصارات وهمية مبنية على حدود السبعين صوتاً انطلاقاً من قاعدة "غوبلزية" تركيزاً على إطلاق المقولة التي تقول : "إطلق الأخبار التي تخدم توجهاتك وصدقها فلا بد أن يصدقها الآخرون يوماً" .
وعندما لم يستطيعوا تخطي الستين صوتاً وسارع فرنجية الى توجيه الشكر للنواب الذين أعطوه أصواتهم محترماً من صوّت في اتجاه "التقاطع المشبوه" خرج نواب المعارضة من الجلسة وكأنهم صدموا بموجات كهربائية عالية الفولتاج ليطلقوا البالونات الحرارية التي يمكن ان تشوّش على الوقائع:
فبادرت عقيلة رئيس حزب القوات اللبنانية النائبة ستريدا طوق جعجع لإعتبار ان الجلسة غير دستورية باعتبار أن هناك ورقة اقتراع تائهة. ليتبين لاحقاً أنها غير موجودة أصلاً في مغلفها.
وظهر نائب رئيس حزب القوات النائب جورج عدوان على شاشة التلفزيون وكأنه "دون كيشوت" يحارب طواحين الهواء فسعى لتوجيه رماحه باتجاه الاعلاميين الذين كانوا يطرحون عليه الاسئلة فبدا وكأنه ورث اسلوب الرئيس السابق ميشال عون عندما كان يفقد أعصابه إزاء هذه المجموعة العاملة في الحقل العام.
وبين ستريدا وعدوان كان سمير جعجع نفسه يتحسر على الجلسة مغرداً:" “لو جرت الدورة الثانية اليوم كما كان طبيعياً أن يحصل لكان لدينا الآن رئيس للجمهوريّة".
وفي حين كان نواب كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير يجددون تمسكهم بترشيح فرنجية غاب رئيس التيار الوطني الحر ونواب كتلته التي تحمل شعار"لبنان القوي" عن التصريحات الى حد الاختفاء عن الاطلالات الاعلامية، وانكفأوا الى مقرهم في ميرنا الشالوحي، ليدرسوا مع مؤسس التيار عبر التواصل مع الرابية، تأميناً للتغطية الكافية، كيفية محاسبة عدد من زملائهم الذين لم يلتزموا بقرار الاقتراع للوزير السابق جهاد أزعور الذي وجّه الشكر لمن انتخبه وبدأ بدراسة الخطوة التالية التي تمكنه من الاحتفاظ بوظيفته في صندوق النقد الدولي. في حين أن باسيل ما زال متمسكاً بعبارة "المكّون المسيحي" المحصور بجبل لبنان والبترون حتى آخر عنصر في التيار حتى لو شمت فيه جعجع!
أما التغييريون والمستقلون فبدا التشتت مسيطراً على معظمهم وكأن عاصفة هوجاء عصفت بمضاربهم فتبادلوا الاتهامات بعدم التنسيق. وصولاً الى طلب أحدهم من الناخبين محاسبة من أعطوهم أصواتهم وكأن الانتخابات وراء الباب.وبات ينطبق عليهم المثل الشعبي: "إنفخت الدف وتفرّق العشاق".
اللافت ان العديد من النواب عادوا الى نغمة المطالبة بالحوار كأحد المخارج الممكنة للخروج من المأزق! فيما يبدو أن وليد جنبلاط قد سدّد فاتورة أزعور، وكتلة الاعتدال باتجاه حسم أمرها، فهل يلتقط باسيل اللحظة الأخيرة قبل أن تفلت نهائياً من يده؟