عندما كان الزعماء الموارنة يذهبون الى سوريا!
مرسال الترسالعديد من القيادات المارونية في لبنان كانوا يأخذون (بمناسبة وبغير مناسبة) على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية علاقته الوثيقة بالرئيس السوري بشار الأسد المنبثقة من علاقة تاريخية عريقة بين العائلتين.
لأنهم لم يستطيعوا "تعييره" بقلة وفائه في العلاقات السياسية أو بعدم مصداقيته في التعاطي مع الآخرين مهما إشتدت الظروف صعوبة .
ولأن "تقاطع" القيادات المارونية على رفض وصول فرنجية إلى قصر بعبدا ينطلق من أنانيات شخصية ضيقة جداً، وليس من مآخذ على شخصية فرنجية، فإن المناصرين والمحازبين الذين صفقوا لهؤلاء القيادات على العمياني ودنسوا وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة بتعليقاتهم الوضيعة سها عن بالهم الوقائع التاريخية التالية:
-أن الجيش السوري ما كان ليشارك في قوات الردع العربية عام 1976 لإيقاف الحرب في لبنان لولا المناشدات والزيارات المباشرة من الرئيس السابق للجمهورية كميل شمعون ومؤسس ورئيس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل (جد الرئيس الحالي للحزب النائب سامي الجميل) وأعضاء الجبهة اللبنانية.
-أن رئيس حزب القوات اللبنانية حالياً سمير جعجع زار آل الأسد في بلدة القرداحة في سوريا معزياً بباسل إبن الرئيس الراحل حافظ الأسد في منتصف تسعينات القرن الماضي بعد أن إتهمه العونيون أنه كان ينسق مع الجيش السوري إبان معاركه الطاحنة مع رئيس الحكومة الإنتقالية قائد الجيش العماد ميشال عون في ما سُمي بـ "حرب الإلغاء".
-أن رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون زار بلدة براد السورية في حج لمكان نشأة المارونية على يد القديس مارون، ومن ثم زار مدينة حلب وتجوّل في شوارعها إلى جانب الرئيس بشار الأسد الذي كان يقود السيارة بنفسه قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية في لبنان عام 2016 وها هو بالأمس عاود زيارته لدمشق وإستقبله الرئيس الأسد في حين تخلّف عن زيارة مماثلة في عز الحرب الطاحنة السورية!
إنها ليست المرة الأولى التي يتجمع فيها زعماء موارنة على رفض ترشيح قائد من الطائفة، والأمثلة كثيرة منذ الإستقلال حتى اليوم، بدون أي حجة مقنعة لا بل بحجج واهية تعكس نرجسية مطلقة لا حدود لها! لا بل أنهم يذهبون إلى التقاطع على أية شخصية مهما كان حولها من علامات إستفهام فقط لخدمة توجهات خارجية ستنقلب عليهم وتجبرهم على دفع أثمان باهظة عند أول مفترق عادي! وليجد هؤلاء القادة أنفسهم أسرى قوى لم تنطلق في مواقفها إلاّ من ضمن مصالحها التي تخدم في هذا الشرق بإستمرار الكيان الإسرائيلي! وفي كل مرة يأخذون المسيحيين إلى خسارة جزء من دورهم الأساسي في هذا الوطن. ويندمون ساعة لا ولن ينفع الندم!