الديار _ لقاء نتانياهو – ترامب... كوارث على لبنان بالمدى القريب والبعيد
محمد علوشأن ترتكب "إسرائيل" جريمة "البايجرز" لتقتل وتجرح آلافا من اللبنانيين، من المقاومين وغير المقاومين، من الصغار والكبار والرجال والنساء، فتلك "عملية عظيمة" بحسب وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتعامل مع الشرق الاوسط وكأنه "فندق" من فنادقه، الذي يبدل فيها ما يشاء وساعة يشاء، ولبنان غرفة من هذا الفندق.
بحسب وصف "الإسرائيليين"، فإن زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو إلى واشنطن كانت ممتازة، وأعطت "الإسرائيليين" ما لم يحلموا بالحصول عليه، وبالتالي بات لزاماً علينا في لبنان انتظار نتائج هذه الزيارة، كون الملف اللبناني لم يكن خارج النقاش، خصوصاً أن نتانياهو بحسب مصادر متابعة، أفرد للملف اللبناني وقتاً خلال اللقاء مع ترامب.
تكشف المصادر المتابعة لزيارة رئيس وزراء العدو إلى واشنطن أنه أطلع ترامب بالصوت والصورة، على تفاصيل عمل الجيش "الاسرائيلي" في لبنان، فصوّر له أن كل ما تقوم به قوات العدو من تفخيخ وجرف وتدمير موجه لمنشآت المقاومة، وبالتالي فإن التفجيرات التي يقوم بها العدو في جنوب لبنان، بالإضافة إلى هدفه تدمير المنطقة وجعلها غير قابلة للحياة، فهو يُريد القول من خلالها أنه يدمر مقدرات المقاومة، وبالتالي هي مقدمة طرحها أمام ترامب لطلب تمديد إضافي لبقاء قوات الاحتلال في الجنوب.
إذا النقطة الأولى التي أثارها نتانياهو، الراغب بعودة الحرب بطبيعة الحال، مع ترامب هي تمديد الاحتلال إلى أجل غير مسمى، مترافقاً ذلك مع تكرار نغمة ترامب حول ضرورة توسيع مساحة "إسرائيل". وتوسيع المساحة لا يمكن أن يتم سوى من خلال دول الطوق أي مصر والأردن وسوريا ولبنان، أما الأمر الثاني الذي بحثه فهو تأكيده أمام ترامب أن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً، وبالتالي يجب العمل على تطويقه وإنهائه، وهذه كلها ملفات سريعة وستكون على جدول أعمال المبعوثة الاميركية الجديد مورغان أورتاغوس، التي تزور بيروت خلال ساعات، حيث تكشف المصادر أن أورتاغوس لن تكون أفضل من أموس هوكشتاين الذي لم يتحقق أي وعد من الوعود التي أطلقها للبنان.
خلال زيارة أورتاغوس إلى بيروت، سيكون ملف الحدود والسلاح على رأس اولوياتها، فهل تكون منفذ ما طلبه نتانياهو، علماً أن تداعيات لقاء نتانياهو وترامب على المدى الطويل ستظهر لاحقاً، ومنها إعلان جدي حول خطر توطين الفلسطينيين في لبنان المتواجدين فيه، وربما استقبال المزيد من فلسطينيين عرب العام 1948، وهو ما لا يتم التطرق إليه على الإطلاق اليوم من قبل "السياديين" المنتشين بتقدم المشروع الأميركي في المنطقة .
بحسب المصادر فإن التعامل الرسمي مع أورتاغوس يجب أن يكون حذراً، لأن "من جرّب المجرب عقله مخرب"، وما اورتاغوس وهوكشتاين سوى نسختين متطابقتين من حيث الأهداف، وإن اختلفت طريقة الوصول إليها، مشيرة إلى أن المبعوثة الأميركية لن تغيب عن الشأن السياسي أيضاً، حيث هناك من ينتظرها لمعرفة رأي الإدارة الأميركية الجديدة بتمثيل الثنائي الشيعي في الحكومة أو على الأقل حزب الله، وما إذا كان المطلوب أميركياً إبعاد الحزب عن الحكومة والعمل السياسي، علماً أنه بحسب المصادر فإن أورتاغوس كما كان هوكشتاين لا تقول بشكل مباشر ما تُريده إدارتها بل تلمح إليه، وهي ألمحت قبل وصولها إلى لبنان بأن الإدارة الأميركية الجديدة لا تتدخّل بالأسماء، بل تحكم على النتائج والمشروع.