الأخبار _ الطقس والأزمة الاقتصادية يزيدان التسمم الغذائي
راجانا حمية6 أفراد من عائلة واحدة أصيبوا بتسمّم غذائي في طرابلس، قبل يومين، ما استدعى إدخالهم إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج. أتى الخبر ضمن سجلّ شبه يومي من الإصابات بالتسمم الغذائي، غير أن ما يلفت هذه المرّة هو الأسباب الجديدة التي زادت من نسب حالات التسمّم، ومنها انعكاس «حالة الطقس». فانحباس المطر وتقلّبات الطقس التي تميل في عزّ الشتاء نحو الجو الربيعي، لم تنعكس فقط على قطاعي المياه والزراعة، بل طالت أيضاً صحّة الناس، بسبب تأثيراتها المباشرة على الجهاز الهضمي. وفي هذا السياق، يلاحظ الأطباء المتخصصون بالجهاز الهضمي ازدياداً في أعداد المصابين بالأمراض المعوية. هذه الزيادة تعزوها الدكتورة ملاك نور الدين التي تعاين في عيادتها مرضى أكثر هذه الأيام، إلى التغيرات المناخية التي انعكست زيادة في نسب التلوّث، «لذلك نرى أعداداً أكبر من المصابين بالإسهال والاستفراغ مع أوجاع في البطن». واللافت، بحسب نور الدين، هو استغراق العوارض وقتاً أطول.
التغيرات المناخية تزيد نسب التلوّث وترفع أعداد المصابين
ويلفت نقيب الأطباء في الشمال، الدكتور محمد صافي، نقلاً عن أطباء متخصصين بالجهاز الهضمي، إلى «ارتفاع غير مألوف في إصابات المعدة». فعلى عكس السائد، «هذه الأمراض لم تعد محصورة بفصل الصيف فقط، حين تكثر الجراثيم وترتفع نسب التلوث»، مشيراً إلى أن ارتفاع عدد الإصابات المرتبطة بالتسمّم الغذائي هذا العام «كانت ملفتة»، ويعزو ذلك إلى «تعوّد الناس في فصل الشتاء على ترك المأكولات خارج البراد، فيما كان فصل الشتاء هذا العام ساماً لناحية فساد الأطعمة بسرعة بسبب الطقس القريب من الربيعي».
ويوافق رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الجهاز الهضمي، الدكتور شربل يزبك، على انعكاس تغيرات المناخ زيادة في الإصابات، إلا أنه يؤكد أن هذا ليس السبب الأبرز. ويردّ الزيادة في السنوات الخمس الأخيرة التي كانت بداية لصعود مؤشر تلك الأمراض بنسب غير مألوفة إلى تزامنها مع بدء الأزمة الاقتصادية. ويوزّع يزبك الأسباب ما بين أزمة الكهرباء التي أدى غيابها إلى انعدام التبريد سواء في البيوت أو في المطاعم، ما أدى إلى «طفرة» في أعداد المصابين بالتسمّم الغذائي لا تزال مستمرة حتى اللحظة. وفي ثاني الأسباب «الصرف الصحي واختلاطه في بعض الأماكن بالمياه الجوفية، ما يتسبب في أنواع معينة من الفيروسات والبكتيريا، منها باكتيريا الكوليرا». وإلى ذلك، هناك أسباب أخرى كـ «النقص في المراقبة الصحية لدى العاملين في قطاع الغذاء، ولذلك بتنا نرى أنواعاً أكثر من البكتيريا والطفيليات التي تنتقل بسبب قلة النظافة»، إضافة إلى ذلك نقص المياه النظيفة واستعمال المياه غير الصالحة في ري المزروعات «وهو ما تظهر آثاره حتماً في الأمعاء».