مرض الكرون... تحدّيات صحيّة وأثرها في الجهاز الهضمي
22 كانون الثاني 2025

مرض الكرون... تحدّيات صحيّة وأثرها في الجهاز الهضمي

صحّة وتغذية

يعد مرض الكرون أحد الأمراض الالتهابية المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي، وتعتبر من الأمراض النادرة والمعقدة في مجال الطب. يندرج مرض الكرون ضمن مجموعة من الأمراض المعوية الالتهابية، والتي تشمل أيضا مرض التهاب الأمعاء التقرحي. مرض الكرون هو حالة التهاب مزمن يؤثر في أي جزء من الجهاز الهضمي، من الفم حتى الشرج، لكنه في الغالب يؤثر في الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة. يتميز المرض بوجود التهاب في جدران الأمعاء، مما يؤدي إلى تورمها وتلف الأنسجة. هذا الالتهاب قد يكون مستمرًا أو متقطعًا ويؤدي إلى تفاقم الأعراض مع مرور الوقت. السبب الدقيق للإصابة بمرض الكرون غير معروف بشكل كامل، ولكن يُعتقد أن هناك تفاعلًا بين العوامل الوراثية والمناعية والبيئية التي تسهم في تطور المرض.

تتراوح أعراض مرض الكرون بين الخفيفة والشديدة، ويمكن أن تتطور تدريجيًا على مر السنين. يعاني معظم المرضى من أعراض تشمل آلامًا في البطن، وخاصة في الجزء السفلي الأيمن من البطن، حيث توجد الأمعاء الدقيقة. كما قد يشعر المصابون بالإسهال المتكرر، الذي قد يحتوي أحيانًا على دم أو مخاط. علاوة على ذلك، يعاني المرضى من فقدان الشهية وفقدان الوزن بسبب اضطرابات الهضم الممتدة.

يمكن أن يصاحب مرض الكرون أيضًا أعراض أخرى مثل التعب الشديد والحمى الخفيفة، إضافة إلى الغثيان والقيء. تتفاوت شدة الأعراض وفقًا لنوع الالتهاب والمكان المتأثر من الأمعاء. في بعض الحالات، قد يعاني المرضى من مضاعفات أخرى تشمل انسداد الأمعاء أو تكوّن الخراجات والناسور في الأمعاء، وهي حالات تستدعي التدخل الطبي السريع.

هذا وتعد تداعيات مرض الكرون أكثر تعقيدًا من مجرد الأعراض التي تظهر على المدى القصير. فالأمراض المعوية الالتهابية مثل مرض الكرون يمكن أن تؤثر بشكل كبير في جودة الحياة. يعاني المرضى من صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية بسبب الألم والإرهاق المستمر. في بعض الحالات، قد يؤدي مرض الكرون إلى نقص في امتصاص العناصر الغذائية بسبب تلف الأمعاء، مما يؤدي إلى مشاكل صحية مثل فقر الدم ونقص الفيتامينات والمعادن.

على المدى الطويل، قد يؤثر المرض في الصحة العامة للفرد، حيث يزيد خطر الإصابة بسرطان الأمعاء في بعض الحالات. كما أن المرض قد يتسبب بمضاعفات أخرى مثل انسداد الأمعاء أو وجود ثقوب في جدار الأمعاء، وهو ما يتطلب عادةً جراحة لإصلاح الأضرار.

إنّ العديد من العوامل تساهم في تطور مرض الكرون، بما في ذلك العوامل الوراثية. الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من مرض الكرون أو أمراض الأمعاء الالتهابية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض. إلى جانب العوامل الوراثية، هناك عوامل بيئية مثل التدخين، الذي يعد من أهم العوامل المساهمة في تزايد خطر الإصابة بالمرض وتفاقم أعراضه.

إلى ذلك، يعتمد تشخيص مرض الكرون على مجموعة من الفحوصات الطبية مثل تحاليل الدم، التنظير الداخلي، والتصوير بالأشعة. من خلال هذه الفحوصات، يمكن للأطباء تحديد مدى تأثير المرض في الأمعاء وتشخيص وجود التهابات أو تقرحات في جدران الأمعاء.

في ما يتعلق بالعلاج، لا يوجد علاج نهائي لمرض الكرون، ولكن العلاج يركز على التحكم في الأعراض وتقليل الالتهاب. يشمل العلاج الأدوية مثل الأدوية المضادة للالتهابات، مثبطات المناعة، وأدوية مسكنة للألم. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر جراحة لإزالة الأجزاء المتضررة من الأمعاء أو لعلاج المضاعفات مثل الخراجات أو الناسور.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen