من منهم على صواب: النواب التغييريون أم قائد الجيش؟
29 أيار 2023

من منهم على صواب: النواب التغييريون أم قائد الجيش؟

مرسال الترس

المقاومة في لبنان التي دخلت التاريخ في الخامس والعشرين من آيار عام ألفين عندما أجبرت جيش العدو الاسرائيلي على الانسحاب من جنوب لبنان، تحوّلت في تموز عام الفين وستة الى مشروع فتنة بين اللبنانيين نتيجة نجاح الاعلام الغربي (وما ضخه من مئات ملايين الدولارات على ساحة الاعلام في لبنان) في إقناع شرائح محددة من اللبنانيين أن تلك المقاومة تستهدفهم هم وليس اسرائيل. وساعياً الى تشويه صورتها بكل ما أوتي من مواقف وتصريحات من قبل بعض السياسيين، أو عبر تجيير أي تدبير "أو موقف حتى" تتخذه المقاومة الى هدف محقق من قبل أعدائها. والتصويب تحديداً على مقولة "شعب وجيش ومقاومة". ورغم أن الحيثيات التي رافقت الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية، والقمة العربية الأخيرة على ارض المملكة العربية السعودية قد فرضت إعادة النظر في العديد من المواقف إزاء المقاومة في لبنان وسوريا، الاّ أن قسماً من اللبنانيين ما زال يغرّد خارج السرب برغم كل النصائح التي وجهت اليه ومنها من بعض السفراء العرب والأجانب النشطين على الساحة اللبنانية. وهناك نموذجان ظهرا الأسبوع الماضي على هامش احتفال المقاومة بعيد التحرير الثالث والعشرين وإجرائها مناورة عسكرية موجهة ضد العدو الاسرائيلي كما أكد عدد من قادة ومسؤولي حزب الله. النموذج الأول جاء على لسان إحدى وثلاثين نائباً "سيادياً وتغييرياً وحزبياً ومستقلاً" عقدوا مؤتمراً صحفياً في مجلس النواب وأصدروا بياناً جاء فيه أن "لبنان الدولة لا يستطيع التعايش مع لبنان الدويلة، وبناء عليه فإن حل هذه المعضلة أصبح واجبا ملحا من خلال إنهاء الحالة المسلحة لحزب الله عبر تطبيق اتفاق الطائف". أما النموذج الثاني فجاء على لسان قائد الجيش العماد جوزيف عون في كلمة الى العسكريين لمناسبة عيد تحرير الجنوب وجاء فيها: أيها العسكريون يبقى 25 أيار 2000 محطة مشرقة في تاريخ وطننا، وعلامة فارقة في سجلات الانتصار، بعدما تمكن اللبنانيون بنضالهم وإرادتهم وعزمهم من دحر العدو الإسرائيلي عن أرضهم وتحطيم أسطورة تفوقه العسكري، وسطروا في وجدان الوطن ملحمة عنوانها العزة والكرامة والحرية فأصبحوا مدعاة فخر للعالم أجمع، وكرّسوا مفهوم النضال في ذاكرة كل الشعوب، فكان يوم المقاومة والتحرير. أيها العسكريون أنتم تكرّسون حقنا في مواجهة العدوان الإسرائيلي ومنعه من تحقيق أطماعه في أرضنا وثرواتنا البحرية، بعدما دفع مئات الشهداء دماءهم الطاهرة ثمناً للنصر ورسموا من خلالها حدود الوطن. فهل على اللبنانيين أن يقارنوا أو يفرزوا زؤان الخطأ عن قمح الصواب؟

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen