عيد المقاومة والتحرير في لبنان رسم الطريق القويم!
مرسال الترسفي تواريخ الإستعمار والدول المحتلة لأراضي الغير، كثيرة هي المقاومات التي فشلت في تحقيق أهدافها لأنها لم تنجح في قراءة التاريخ جيداً، فإنزلقت إلى متاهات الغوص في الربح المادي أو السلطوي فدفعت الثمن الباهظ من دماء أبناء الشعوب التي تم قهرها على يد جلاديها.
في الخامس والعشرين من آيار عام ألفين ميلادية خطفت "المقاومة في لبنان" التي إنطلقت قبل ثمانية عشر عاماً تاج الغار لأنها صممت على دحر المعتدي غير متوقفة بكَمّ الدماء التي ستُفاض لأنها تعود الى شهداء سيرتقون في سبيل أرض الوطن.
وصباح الخامس والعشرين من آيار عام ألفين إنعكس وقائع ومؤشرات لكسر الشعب اللبناني جبروت العدو الذي تقهقر جيشه وهو يجر ذيول الخيبة.
ورافعاً رايات العنفوان والكرامة ورمزاً للمقاومات عندما تكون نقية صافية من الأذهان.
وبات "الجيش الذي لا يقهر" نموذجاً للهزيمة يبكي جنوده كالنساء على أكتاف بعضهم البعض فيما اللبنانيون يرقصون على أطلال المواقع العسكرية المحصنة والسجون وبيوت العملاء.
وصباح الخامس والعشرين من آيار عام ألفين شكل راية إستراتيجية لمن يرغب أن يسير على خطى المقاومة في لبنان بعكس الحركات التي حملت التسمية بصور فولكلورية إستعراضية لم تنتج إلا تجارب أكثر من عقيمة لا بل مخزية.
وصباح الخامس والعشرين من آيار عام ألفين نقل اللبنانيين الصادقين من حالات التسليم بالأمر الواقع وجبروت الاحتلال الكرتوني الى حالات غير مسبوقة من الثقة بالنفس والأعتزاز القادرة على الإقناع بالقدرة على النصر مهما اشتدت الصعاب.
وصباح الخامس والعشرين من آيار عام ألفين رسّخ في أذهان الصادقين فكرة أن الشعب والجيش والمقاومة هي الثالوث المقدس لتحرير الأرض في حين يعيش من لم يعرفوا قراءة البوصلة في حال من الإنفصام بين الحقائق الدامغة التي لا تحمل مجالاً للشك، وبين الأوهام الناتجة عن ربط مصيرهم بمن يبيع ويشتري وفق مصالحه وإستراتيجياته.
الجميع يعرف أن لبنان يعيش أزمات حادة رسم طريقها العدو ومن يؤدي له الخدمات ولكن الجميع يدرك أن الخامس والعشرين من أيار قد أعاد لبنان إلى خارطة الدول التي تُحسن رسم طريقها القويم بنفسها بفضل تضحيات شعبه وجيشه ومقاومته.