مرسال الترس نصف قرن من النضال الإعلامي والكفاح المهني دون أن يلوث يديه بالفضائحية والرشاوى والعمالة
25 أيار 2023

مرسال الترس نصف قرن من النضال الإعلامي والكفاح المهني دون أن يلوث يديه بالفضائحية والرشاوى والعمالة

بقلم روبير فرنجية

ليست ضرورية النجومية أن كانت على حساب الأخلاق المهنية .

 إذا كان لا بد من الإختيار بين البطالة وصحف العمالة فسقف منزله في أصنون يجعله يحفظ ويحافظ على كرامته التي لم يفرط بها طوال عمر يوبيله الذهبي .
بهذه الأسطر نختزل فكر وممارسة مرسال الترس في الإعلام المقرؤ والإذاعة والتلفزيون . 
في الخامس من حزيران سنة ١٩٧٣ بدأت رحلة المتاعب .
ربما هذه المرة كان حزيران مع الشمال منصفاً .
ولد في ذاك التاريخ الصحافي مرسال الترس منتمياً إلى الوكالة الوطنية للإعلام التي خرج منها بتعويض متواضع كما كل نبلاء الصحافة قبل أن ينصف البرلمان اللبناني عائلة الوكالة الوطنية تثبيتاً رغم أن أقلامهم أثبتوها رائدة الوكالات العربية في العالم . 
تنقل مرسال في عمره الخمسيني في الصحافة في صروح إعلامية كثيرة قد يكون آخرها 06news الذي يفتخر به كاتباً ومحللاً عروبياً ووطنياً وصاحب أخلاق عالية لا يبيع ولا يتاجر بحبره رغم إزدهار هذا الصنف من التجارة في الأيام الأخيرة .
عمل محرراً ومقدماً ومذيعاً ومراسلاً ومحاوراً ومديراً ومصححاً مرة واحدة في مجلة " الدبور " سنة ١٩٧٤ رغم أن مرسال ليس من صنف الدبابير في الصحافة فهو يلذع لكنه لا يلسع .
التجربة التي لا يمكن أن يتجاوزها أو يقفز فوقها هي إذاعة عمشيت الذي إلتحق فيها محرراً وكاتباً وقام بتأريخها في كتاب تلتهم اليوم صفحاته المطبعة هو " إذاعة عمشيت من الإرسال إلى الإقفال " .
من هناك إلى الأسبوع العربي فإلى إذاعة وتلفزيون لبنان الحر الموحد ( إذاعة إهدن ) التي بقي فيها ١١ سنة متواصلة .
تجاربه كثيرة في الإعلام اللبناني والخليجي والعربي : وكالة أخبار اليوم - الديار - الأحداث - الإتحاد - نداء الوطن إلى حين توقفها - الشرق الأوسط حتى أقفل مكتبها في بيروت - وكالة أنباء الشرق - صحيفة السفير بتجربة هي الاقصر عمراً في مسيرته .
لم يهمل مرسال المراسيل الإعلام الشمالي فهو تولى إدارة تحرير صحيفة الرقيب وكتب في أسبوعية التمدن وهو اليوم يشرف على الأخبار تحضيراً وتقديماً في راديو إهدن .
تلفزيون إهدن ليست تجربته المرئية الوحيدة فهو قدم وأعد التقارير والمقابلات في تلفزيون الANB وبقي فيه حتى إندلاع حرب تموز .
إستطاع مرسال عاشق الإعلام الورقي التأقلم السريع مع الإعلام الإلكتروني فأطل كاتباً في مواقع أحوال ميديا وسفير الشمال والجريدة وموقعنا - موقعه إلى جانب موقع المردة الإلكتروني رئيساً لفترة تحريرية فيه .
مرسال لا يستقيل من مؤسسة إلا إذا إستقالت منه وهذا ما يتجلى بإستمرار عمله في المؤسسة حتى إقفالها .
فضل في حركته الإعلامية السياسة على البرامج لكنه إستطاع أن يضيف برنامجاً حوارياً دسماً إلى مسيرته هو " نقطة ساخنة " ليزيد نقطة على نقاط مسيرته . 
إستطاع مرسال أن يبرز ضيفاً ومرجعاً في تحليل السياسة الدولية من تلفزيون لبنان إلى المنار والOTV والBBC العربية .
كتابه الأول " من موسكو إلى كابادوكيا " توليت تقديمه في حفل التوقيع بقاعة كنيسة مار يعقوب واليوم يدفع بكتاب إذاعة عمشيت ليبصر النور وعلى مقلب آخر يتحضر لولادة كتاب جديد هو " عندما صليت خوفاً " فيما الرواية على طريق الطباعة .
أعرف مرسال الترس زميلاً منذ أيام إذاعة لبنان الحر الموحد لكننا لم نصبح أصدقاء .
كان هو على طاولة التحرير وأنا من وراء الميكرو في ميدان البرامج .
عدنا وإلتقينا في الراديو وإختبرت فيه صديقاً يتكل عليه وفي المواقف لا يغدر ولا يطعن وكم أصبحوا هؤلاء الزملاء عملة نادرة .
هنيئاً لمرسال " أبو مارون " وزوجته جميلة التي هجرت مكاتب النصوص إلى دائرة النفوس وأولاده وأحفاده في لبنان والإنتشار هذا اليوبيل الذهبي الناصع .
ليس كل ما يلمع ذهباً لكن يوبيل مرسال من ذهب عيار ٢٤ وقافلة طويلة من عمالقة الصحافة يشهدون  على ذلك.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen