هل يفعلها بري ويحدد الجلسة في 13 حزيران؟...
مرسال الترسالمتداول كثيراً في الساحة السياسية اللبنانية أن الكل ينتظر أن يُخرج رئيس مجلس النواب نبيه بري "أرنباً من كمه" في لحظة غير متوقعة كما يفعل "الساحر" عندما يرغب في إبهار الجمهور!
المعروف عن الرئيس بري حكمته وحنكته في إدارة السلطة التشريعية في لبنان منذ ثلاثين سنة متواصلة (وهي من بين الأطول عالمياً في تاريخ المجالس النيابية) أنه بارع في اقتناص الفرص وتوجيه السهم المناسب الى حيث يجب ان يكون هدفه، انطلاقاً من كونه محامياً متقدماً بين نظرائه في قدرته على استنباط القوانين الملائمة في اللحظة المناسبة ليطرحها في وجه الأبواب المغلقة سياسياً وتشريعياً فتُفتح بسحر ساحر، ويسري الحل كالمياه الرقراقة ..ومن هنا جاء التوصيف بقدرته على إخراج الأرنب الأبيض من الكم اليمين.
المعروف مؤخراً أن العلاقة بين بري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لم تكن على ما يرام (بالرغم من ان النائب ستريدا طوق جعجع عقيلة رئيس الحزب قد سعت في اكثر من مناسبة الى إصلاح ذات البين بين الرجلين) وأن نسبة التوتر قد ارتفعت الى حد أن احدهما لم يعد يرغب في متابعة تصاريخ الآخر، وانقطاع الاتصالات المباشرة بينهما .
وفي هذه اللحظة المفصلية من الاستحقاق الرئاسي جاء من يقول: (وهو شخصية نيابية لها وزنها) هل يمكن أن يحدّد الرئيس بري موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في الثالث عشر من حزيران إنطلاقاً من مسلمتين:
الأولى ان بري هو أول القوى السياسية الفاعلة التي ذهبت لدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وان اختيار هذا التاريخ سيكون ضمن المهلة التي رفعها قبل فترة وحدّد سقفها في الخامس عشر من "شهر الحصاد". وبذلك يُقرن القول بالفعل.
والثانية أنه يذكّر من خلال هذا التاريخ، في الدعوة الى انتخاب رئيس، (من المرجح أن يكون فرنجية وفق المعطيات القائمة) جعجع بمجزرة اهدن التي جرت في مثل هذا اليوم قبل خمس وأربعين سنة وكان هو أحد المشاركين فيها مما سيشكل له "صدمة من بري"، وبخاصة إذا ما افرزت فوز فرنجية الأمر الذي سيحقّق أحد شعارات "المردة" القائل: أرادوه لنا قبراً فكان لنا فجراً".
يجدر التذكير هنا بان تحديد موعد جلسة الانتخاب في هذا التاريخ لا يتعارض مع الاحتفال الذي يقيمه تيار المردة سنوياً عبر قداس احتفالي في باحة قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجية في اهدن. لأن التيار دأب منذ سنوات على إقامة القداس في نهاية الاسبوع الذي يسبق أو يلي تاريخ المجزرة إذا صودف أن 13 حزيران جاء في منتصف الأسبوع. وهذه السنة قد يكون موعد القداس يوم الأحد في 11 حزيران!