هل ينتظر ميقاتي فعلاً أن يسلّفه الملوك والرؤساء العرب؟...
مرسال الترسإقشعرت أبدان المراقبين في لبنان عندما سمعوا رئيس حكومة تصريف أعمالهم نجيب ميقاتي يتكلم بذاك "الوضوح والشفافية" أمام أرفع منصة في العالم العربي، فتساءلوا في اعماق نفوسهم إذا كان الرجل يسمع نفسه فعلاً، أم كان هناك تشويش ما؟
فممثل الجمهورية اللبنانية التي نالت استقلالها قبل سبعة عقود وقف أمام الملوك والرؤساء وباقي الحكام العرب ليتحدث بغفلة من الفراغ الرئاسي في لبنان موجهاً كلامه إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قائلاً بدون تلعثم : «من استطاع نقل المملكة العربية السعودية وشبابها إلى المواقع القيادية والريادية التي وصلوا إليها، وتحويل المملكة إلى بلد منتج بكل ما للكلمة من معنى، في فترة قصيرة، ليس صعباً عليه أن يكون العضد لأشقائه في لبنان.
من هنا، فإننا نتطلع إلى رعاية المملكة ولفتتها الأخوية تجاه بلدي لبنان ليتمكن من النهوض من جديد!
فهل تذكّر ممثل دولة لبنان المنهارة منذ ثلاث سنوات والتي اوصلت الشعب اللبناني الى جهنم (على حد تعبير أحد كبار مسؤوليها)، أنه كان هو نفسه من ضمن أولئك المسؤولين الذين شهدوا على إفقار الشعب اللبناني بعدما وقفوا متفرجين على إنهيار العملة الوطنية، وعلى المصارف اللبنانية وهي تحتجز اموال المودعين ولم يكلفوا أنفسهم طوال هذه المدة، إتخاذ أي قرار عملي (مثلاً الكابيتول كونترول وما يمت اليه بصلة) يوقف المجزرة؟ وهل يعلم أن من يوجّه اليهم الكلام يدركون جيداً ما حدث ولم يعدوا يثقون بما فعلته الطبقة الحاكمة في لبنان. وقالوا بالفم الملآن أنهم لن يقدموا لهم اية مساعدات مالية مباشرة عبرهم لأنهم ليسوا اهل ثقة؟
وهل تذكّر ممثل الدولة اللبنانية أن جميع الحكومات والمنظمات العالمية ومعها الحكومات والمنظمات العربية يرسلون المساعدات الى الشعب اللبناني مباشرة أو عبر منظومات المجتمع اللبناني لأن كل ما يمت بصلة الى السلطة في لبنان لم يعد يعني لهم شيئاً نتيجة ما إقترفوه من موبقات وممارسات أقل ما يقال فيها أنهم هرّبوا أموالهم من لبنان وتركوا مواطنيهم فريسة للتجار الفجار وجشعهم؟
وهل تذكّر ممثل السلطة التنفيذية في لبنان وهو أمام الزعماء العرب كم أطلق هو نفسه من الوعود (التي التصقت بما يُطلق عليه الوعود العرقوبية) تجاه ابناء مدينته بالتحديد (والتي باتت تحمل لقب افقر مدينة على المتوسط بدل الشعار الذي كان ملاصقاً لها وهو "أم الفقير")، وأين هي المشاريع التي رفدها بها وهو في مرتبة وزير او في مرتبة رئيس مجلس وزراء، ولعل أكثر ما يتذكره أبناء الفيحاء هو تلك المئة مليون دولار التي رصدتها إحدى حكوماته من أجل تنفيذ مشاريع فيها، وظلّت طي الأدراج...
ولذلك وسواه "دولة الرئيس" هناك فرق شاسع جداً بين الأقوال في الصالونات والقمم، وبين ما يتوقعه الناس على الأرض. وهل فعلاً انكم تنتظرون أن يسلفكم أهل القرار العربي بعدما لمسوا ما اقترفت أيديكم من وقائع مؤلمة لم تشهدها أي دولة في العالم؟