لهذا السبب ضربت اسرائيل قدرات الجيش السوري
18 كانون الأول 2024

لهذا السبب ضربت اسرائيل قدرات الجيش السوري

كتبَ المُحرّر

منذ ما قبل تأسيس الجيش السوري في الأول من آب عام 1946، انخرط شباب سوريا في القتال ضد العصابات الصهيونية والإنكليز على أرض فلسطين، وكان لهذه المشاركة الفعّالة أثر كبير في بناء جيشها على عقيدة العداء لـ"إسرائيل".

بنى الجيش السوري عقيدته القتالية على محاربة الكيان الصهيوني واعتباره العدو الأول له، ومن أجل ذلك أخذ يَعُد العدّة منذ نشوئه للتّصدي لأطماعه العدوانية التوسعية، فطوّر قدراته القتالية والتسليحية.

وما إن أعلنت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين لدولتين يهودية وفلسطينية عام 1947، حتى انخرط الجيش السوري بقوّة في جيش الإنقاذ العربي لمحاربة الصهاينة وخاض أشرس المعارك معه، وكان قد جهّز معسكر قريب من مدينة قطنا بريف دمشق ليكون مركزًا لتجمع المتطوعين العرب الراغبين بالالتحاق بجيش الإنقاذ.

ولهذا عمل الجيش السوري منذ بداية انطلاقته على تطوير قدراته بالاعتماد على المعسكر الشرقي، وكانت أغلب ترسانته من الأسلحة الروسية التي دخلت أحدثها الخدمة في ثمانينيات القرن الماضي مثل طائرات "ميغ 29 و25 و21" و"سوخوي 24 و22"، إضافة إلى 650 طائرة ثابتة من طراز أس-75 دفينا، قاذفات من طراز نيفا بيتشورا، و200 قاذفة متنقلة من طراز K12، وما يزيد على 4 آلاف مدفع مضاد للطائرات يتراوح ما بين عيار 23 ملم و100 ملم. وأنظمة دفاع جوي من طراز "إس 200 و"بانتسير-إس1" متوسطة المدى التي وصلت آخر دفعة منها من روسيا عام 2018.

كما امتلك الجيش السوري أسلحة روسية ضمّت آلاف الدبابات من نوع "تي-90" و"تي-72" و"تي-64 و"تي-55"، في حين ضمّ أسطوله البحري غواصتين من طراز "أمور" وفرقاطتين من طراز "بيتيا"، و22 زورق صواريخ من طراز "أوسا" و7 كاسحات ألغام من طراز "ييفينغنيا"، و13 مروحية للطيران البحري، وسفينة تدريب واحدة، بالإضافة الى 6 زوارق صواريخ "تير" إيرانية. وصواريخ أرض أرض من طراز "سكود-إس" و"سكود-دي" يصل مداها إلى أكثر من 700 كيلومتر القادرة على الوصول إلى معظم المناطق الفلسطينة المحتلة.

هذه الترسانة الضخمة التي راكمها الجيش السوري على مدى عقود، كانت موضع قلق دائم لدى قادة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة بعدما تبيّن أنه بنى كافة عقيدته على أن الكيان الصهيوني هو العدو الأول والأخير لسوريا والأمة العربية جمعاء، إذ خاض مع هذا الكيان منذ نشأته حروب أعوام 1948 و1967 و1973، وتصدى له إثر اجتياح لبنان عام 1982 مقدمًا آلاف الشهداء دفاعًا عن فلسطين ولبنان وسوريا. كما ساندت سوريا المقاومة اللبنانية بجميع تنظيماتها وفصائلها بالسلاح والمال، وحرب تموز 2006 كانت الشاهد الأكبر على ذلك. وحتى تاريخ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما زالت سوريا لا تعترف بدولة إسمها "إسرائيل"، وجيشها يكن لها العداء المستفحل.

ومع كل ذلك من الطبيعي أن تستغل "إسرائيل" ليلة سقوط الرئيس الأسد فتنقض على ترسانة الجيش السوري، إذ نفذ سلاحها الجوي خلال 48 ساعة مئات الضربات من الجو والبحر على أهداف ومواقع عسكرية سورية حساسة، مدمرًا نحو 80% من قدرات القوات البرية والبحرية والجوية لجيش النظام، وتقدمت قواتها بريًا في المنطقة العازلة بالجولان السوري المحتل لعدة كيلومترات، والسبب في ذلك حسب ما صرّح بعض قادة الإحتلال الخوف من أن تقع هذه الأسلحة بيد السلطة القادمة وأن يكون جيشها معاديًا لها.
 

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen