من يستطيع ردم الهوة بين صراع الديوك ومقاربة الصفات؟
مرسال الترسبات العديد من مراقبي ومتابعي حركة الساحة السياسية في لبنان على قناعة أن أركان من يصرّون على تسمية أنفسهم بـ "المعارضة" لن ينجحوا في الوصول إلى إسم يكون قاسماً مشتركاً فيما بينهم.
لأن ما يفتشون عنه تحوّل إلى ما يشبه معركة "صراع ديوك" على كل أسم يُطرح، نتيجة التشكيك المسبق فيما بين مكوناتها، يرافقه إنعدام ثقة متأصل بين أبرز عناصرها ليس منذ العام 2016 على خلفية السقوط المدوي لإتفاق معراب (بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر).
وإنما الأمر أيضاً يعود إلى أواخر سبعينات القرن الماضي حين تفرّع تنظيم القوات اللبنانية من حزب الكتائب (خارج إرادة الأصيل).
ناهيك عما يعتري علاقة القوات اللبنانية بحزب الوطنيين الأحرار اذا ما تم فتح التاريخ الدموي بين الطرفين ... وهلّم جراً.
أما الحديث عن فتح الصفحات بين من حملوا لواء التغيير إضافة إلى السياديين والإصلاحيين فسيثير قفيراً من الدبابير لن تُعرف نتائج لسعاته بسهولة.
أما كيف ينظر التيار الوطني الحر إلى مكونات المعارضة وبالعكس فتلك قصة من قصص الخيال العلمي التي لا حدود لمتفرعاتها وتداعياتها وإلى أين قد تؤدي.
في الجهة المقابلة يبدو "الثنائي الشيعي" وحلفائه أكثر تمسكاً وتصلباً بدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لأنه بالنسبة إليهم ذاك الرجل السياسي الذي يذكرهم بحقبة السياسيين الكبار الذين توالوا على الحكم في لبنان منذ الإستقلال حتى بداية الحرب منتصف سبعينات القرن الماضي، والذي يتصرف بوضوح وصراحة قلّ نظيرهما في من تولوا مسؤوليات السلطة في لبنان الذين عشقوا المسايرة والمداهنة إلى أقصى الحدود.
حتى وصل الأمر بنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بأن يأمل أن لا تطول المدة لإنتخاب رئيس للجمهورية”، لافتاً إلى أن فرنجية يزداد عدداً وازناً لصفاته الجامعة”.
داعياً “ الأطراف الأخرى إلى أن تختار مرشحيها وتقارن! فمن لديه فرصة للنجاح يتم دعمه لتسهيل الإنتخاب كسباً للوقت”، وأضاف “إذا أرادوا حواراً بمقاربة الصفات فنحن جاهزون”.
وبين هذا وذاك تبقى الأنظار مشدودة إلى حركة السفراء النشطة ومنها إلى ما سترسمه القمة العربية التي ستبدأ فعالياتها غداً الجمعة، وما سيتفرع عنها من لقاءات ثنائية يؤمل منها أن تكون الفيصل في رسم خارطة طريق إنتشال لبنان من أزماته ليواكب التوجه العربي – الإقليمي الواعد!