عندما يغفل سامي الجميل عن قراءة تاريخ حزبه وعائلته!
مرسال الترسفي التحليل النفسي للشخصيات العاملة في الحقل السياسي، إما ان يكون الشخص متجانساً مع نفسه ومع طروحاته ومواقفه، فيحقق النجاحات المتتالية والقبول لدى الرأي العام. وإما أن يعتبر نفسه ذكياً اكثر من اللزوم، فيقع في التناقضات لينتقل تلقائياً من انتكاسة الى أخرى.
فمن المفهوم ان يتجاهل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل انه وصل الى رئاسة الحزب بعد استشهاد شقيقه بيار، وبعد أن تنازل والده عن الرئاسة لأسباب لم تتوضح خلفياتها، وعتبه الدائم على ان حزب "القوات اللبنانية" المنبثق من حزب "الكتائب" قد سبقه باشواط عبر رئاسة ماروني (سمير جعجع) من خارج "الموارنة الأقحاح" كما قال الرئيس السابق للرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله ابي نصر، وتقدم عليه بعدد يفوق عدد نوابه باربع مرات. وخوفه الدائم من ان يستطيع ابن عمه نديم ان يتقدم عليه يوماً برئاسة الحزب!
فمن حق رئيس حزب الكتائب أن يرفض ان تكون لحزب الله كلمة فصل في السياسة اللبنانية (بعد أن سجل خطوات متقدمة على صعيد الأقليم).وذلك من باب الحسد!
ومن حقه ان لا يتوافق مع حلفائه في المعارضة على ترشيح بديل لرئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض. وذلك على خلفية أن كلاً منهم متشبث برأيه!
ومن حقه أن لا يوافق على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لألف سبب وسبب. ولكن بالتأكيد ليس من حقه أن يشترط عدم تسمية أي مرشح توافقي مع من يفترض أن يكونوا حلفاءه، ما لم يتم سحب ترشيح فرنجية!
فهذا شرط أقل ما يقال فيه انه بعيد كل البعد عن أي منطق سياسي. مع العلم أنه يذكّر في مواقفه أن "المشكلة ليست شخصية مع فرنجية".
فمشكلة الجميل هي مع حزب الله الذي حقّق قفزات نوعية في الأقليم وفرض نفسه لاعباً محورياً باتت اعتى الدول تحسب له الحساب، فيما تدهور حزب الكتائب من الحزب الأول في لبنان (على الأقل في الجانب المسيحي) الى حزب ثانوي بالكاد يستطيع الحصول على مقعد وزاري. وانتقل من حزب يحقق فوز نواب على معظم الخارطة اللبنانية الى حزب بالكاد يمثل في قضاء المتن او بالصدفة في بيروت.
ويعيب الجميل على حزب الله أنه يحاول منذ العام 2005 بمحاولة السيطرة على لبنان، في حين ان حزبه وصل مرتين الى السلطة الفعلية في لبنان وكانت باعتراف جميع الأفرقاء من أسواء فترات الحكم منذ الاستقلال لا بل أسوأها.
فالأجدر بـ "الشيخ" سامي ان ينفرد بنفسه لإعادة قراءة تاريخ حزبه: إن في الحكم، أو في العلاقة مع أقرانه من المسيحيين قبل أن يعظ الآخرين. لأنه في كل "عظة" يخسر المزيد من المؤيدين من منطلق أن هناك "أزمة نظر" على ما يبدو في "مناظيره" التي أراد يوماً أن يستخدمها على الحدود اللبنانية - السورية!