الديار _ الشمال يُودّع المهجّرين بحاجز محبة وتوزيع حلوى النصر
دموع الأسمرلم ينم المهجرون في الشمال ليل الثلاثاء - الاربعاء، لم تغمض جفونهم ترقبا لحلول الساعة الرابعة فجر يوم الاربعاء ، موعد تنفيذ وقف اطلاق النار...
يوم الثلاثاء، كانت مراكز الايواء في المعهد الفندقي، وفي ( الكواليتي إن)، وفي المدارس، في حالة استنفار وترقب حذر، والجميع يواكبون اخبار مصير اتفاق وقف اطلاق النار ..
كثيرون من المهجرين إنشغلوا بحزم امتعتهم استعدادا للمغادرة، وابدوا ثقتهم بالعودة، وبان النصر حتمي ..
فمنذ ساعات الفجر الاولى يوم امس انطلقت قوافل النازحين من طرابلس وبقية المناطق الشمالية، عائدين الى قراهم وبلداتهم في الجنوب والبقاع والضاحية.
سيارات حزمت عليها الامتعة والفرش، ازدحمت بها الشوارع الرئيسية في طرابلس وعكار والضنية والكورة وزغرتا، يغمرهم الفرح رافعين شارات النصر.
في القرى والبلدات الشمالية، جرت حفلات وداع للنازحين وسط دموع الفرح، واثر نسج علاقات ود ومحبة وصداقة مع اهالي القرى والبلدات في الضنية وعكار والكورة وزغرتا وفي طرابلس، وابدى عدد كبير من المهجرين امتنانهم وشكرهم لابناء الشمال، الذين احتضنوهم بوافر الود والمساعدة، وابدوا شكرهم للجمعيات والمؤسسات ونشطاء المجتمع المدني، الذين سارعوا الى مد ايادي العون والمساعدة والى فتح منازلهم ومراكز ايواء ..
فمنذ ساعات صباح امس نصب عدد من الشابات والشباب حاجز محبة عند دوار السلام مدخل طرابلس الجنوبي، وعمدوا الى توزيع حلوى النصر لقوافل النازحين، وسط ترحيب وفرح بوقف اطلاق النار الذي وصفوه بالانتصار الكبير جراء صمود المقاومين في الميدان.
مشاهد النازحين المتجهين الى مناطقهم في شوارع طرابلس، وصفت بالتاريخية والتي تثبت عمق التصاق المواطنين باراضيهم ومناطقهم.
والمشاهد نفسها في بقية المناطق الشمالية التي بدأت تخلو من المهجرين، خاصة من مراكز الايواء في المدارس والمعاهد، ومن الشقق السكنية التي استأجروها.
يقول مهجرون خلال وداعهم، ان اهل الشمال مضيافون، وأثبتوا عمق العلاقات بين النسيج الوطني اللبناني من كل الطوائف والمذاهب، كما اثبتوا وعيا وتنبها من المخططات الصهيونية التي كانت تسعى لبث الفتنة، وانهم حملوا معهم ذكريات ودية مع عائلات شمالية في طرابلس وكل الشمال.