مَن كلّف البعريني أن يكون مرشداً لجعجع؟
مرسال الترستضّج الساحة السياسية في لبنان منذ عودة سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد البخاري الى مقر عمله بالتفسيرات والتحليلات لما هو عليه موقف المملكة من الإستحقاق الرئاسي، نتيجة التصريحات والتغريدات التي يطلقها سعادته على هامش تواصله مع العديد من القيادات والكتل "غير الواضحة المغزى" أو بالأحرى "حمّالة أوجه".
الأمر الذي يدفع بكل فريق، ولاسيما منهم المعني بملف الرئاسة الأولى، أن يستفيض في الشرح وفق ما يطيب له الهواء.
اللافت منذ يومين وبعد زيارة قامت بها "كتلة الإعتدال الوطني" إلى مقر السفير البخاري أن يطل أحد أعضائها نائب محافظة عكار عن أحد مقاعدها السنيّة وليد البعريني إلى الجمهور في حديث إذاعي ليوجه تمنيات بمستوى الإرشادات لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "أن يعيد النظر بمواقفه من الاستحقاق الرئاسي، والخروج من لغة المحاور بحكمته قبل فوات الآوان، معتبراً إياه أكبر لاعب في هذا الأمر".
ولأن البعريني يقصد ما يقول بكل التفاصيل أضاف:" إن كان يسمعني الآن أو ستصله هذه الرسالة فإنّه يعي تماماً ما أقول!
وفي موقف آخر، دعا البعريني الثنائي المسيحي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ” إلى الوقوف خلف مرشّح بمواجهة مرشّح الفريق الآخر".
المراقبون المتابعون لحيثيات الملف الرئاسي وتعقيداته توقفوا عند التناقض في مواقف البعريني:
فوجدوا في الجزء الثاني من التصريح دعوة لتلاقي "الثنائي المسيحي" ( “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ”) على مرشح واحد يقف بمواجهة مرشح الفريق الآخر الذي هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
وهو يعلم علم اليقين أن هذا الطرح هو علّة العلل بين "الأخوة الأعداء"اللذين فُقدت الثقة بينهما الى حد اللاعودة منذ إنهيار اتفاق معراب في العام 2017!
أما في ما يعود للجزء الأول من التصريح، فذهب المراقبون إلى حد ربط مضمونه بزيارة الكتلة الى مقر سفارة المملكة.
أو بمعنى أوضح أنه مكلّف بنقل "تمنيات ورسائل" وإلاّ فلماذا ضمّنها عبارة "وهو يعي تماماً ما أقول"...وأن السفارة قد تكون قد بدّلت في موقفها مئة وثمانين درجة!
والأرجح لدى العارفين والمتابعين لمواقف وتصرفات جعجع منذ تولي قيادة "القوات اللبنانية"إلى أن صارت حزباً، أنه إذا كان يفكر في القبول بمثل هكذا إرشادات فلن ينتظرها من أحد النواب.
بل بالتأكيد هو يخطط لأن تكون من أعلى المستويات السياسية أو الدبلوماسية كي يكون مردودها "حرزانا" وذات وزن.
فهل ما قام به البعريني هو عبارة عن مهمة ساعي بريد لن "تؤتي أُكلها".
أم أنها مجرد تمنيات ضاعت في خضم الهمروجة التي لا يبدو أن نهايتها قريبة؟