الديار _ طرابلس لن تنجرّ الى الفتنة ... تنافس شعبي في احتضان المهجّرين... وفبركات بهدف التحريض
جهاد نافعثمة محاولات في طرابلس، لم تعد خافية على العقلاء والمتنبهين جدا، لتأجيج الاوساط الشعبية، وتأليبها ضد المهجرين في المدينة... هي محاولات لا تنحصر ببعض التيارات والسياسيين والاطراف المتشددة، بل تمتد الى بعض الوسائل على مواقع التواصل الاجتماعي التي تساند تلك التيارات، وتمعن تحريضا بغية طبخ فتنة مداها سيتوسع من طرابلس الى بقية انحاء الشمال، في سياق مشروع خارجي يمتد بمفاعيله الى الداخل اللبناني، وربما ابعد من حدود الساحة اللبنانية.
باستثناء قلة من نواب طرابلس والشمال، هناك من يوحي عبر وسائل محلية، او في مجالس شعبية، ان طرابلس والشمال على موعد مع تغيير ديموغرافي خطر، بل ان هوية طرابلس المذهبية معرضة للخطر، جراء تدفق المهجرين من الجنوب والضاحية والبقاع الى المدينة وكامل انحاء الشمال...
بعض هذه الوسائل، يعرض فبركات وتلفيقات يبثها يوميا، ويضخها في الاوساط الطرابلسية على قاعدة «اكذب ثم اكذب ثم اكذب، فلا بد ان تترسخ الكذبة في الاذهان لتصبح حقيقة واهية».
مرجعيات طرابلسية لها وزنها، اكدت انه ليس صحيحا ما قيل ويقال عن مهجرين يتجهون لاستملاك اراض او محلات تجارية، وليس صحيحا ما قيل عن شعائر دينية في المدينة، وغير ذلك من فبركات لا تمت الى الحقيقة والواقع بصلة.
المهجرون في طرابلس والشمال بمجملهم هم عائلات مؤلفة من نسوة وفتيات وكبار سن واطفال، توزعوا بين مراكز الايواء وشقق سكنية، وجرى استقبالهم من جمعيات ومؤسسات محلية، وتعاون بعض النواب والمرجعيات الدينية، الذين عملوا على تنظيم زيارات لهم، وتوفير وسائل الدعم اللوجستي لمعيشتهم وحياتهم اليومية، في ظل تقصير من الجهات الرسمية، ونقص كبير في وسائل الدعم، رغم ما يحكى عن مساعدات اغاثية هائلة تصل يوميا من الدول العربية الى مطار بيروت ويسمع بها، لكنها بالكاد تصل الى بعض المهجرين، وهذا ما يمكن ملاحظته خلال لقاءات مع العائلات المهجرة، التي تشكو دائما من النقص في المساعدات الغذائية، وفي الاغطية والفرش والمخدات، ووسائل التدفئة مع بدء فصل الشتاء.
مرجعيات طرابلسية، لفتت الى مخاوف تسود الساحة الطرابلسية من محاولات تحريض وتعبئة، ربما يمهدون لما هو اخطر باتجاه المهجرين، في مدينة يشهد لها تميزها بنسيجها الاجتماعي المتجانس، الرافض لأي فتنة طائفية ومذهبية. فطرابلس بفضل وعي قياداتها لن تنجر الى الفتنة، ولن تكون منصة لاندلاع فتنة كبرى ستعم كل لبنان وتهدد كيانه، حسب المرجعيات، التي رأت ان لدى الطرابلسيين مناعة كافية للتصدي في وجه بضعة متطرفين، او بضعة مرتبطين بمشاريع فتنوية خارجية، ولا يستطيعون التأثير في الاتجاه الشعبي الطرابلسي العام المحتضن لكل المهجرين برحابة صدر وبمحبة وانسانية تجسد رقي التلاقي والانسجام بين كل الطوائف والمذاهب، لان الوطن واحد يتحد في رحابه كل ابناء الشعب من اية طائفة او مذهب.
ولعل هذا التلاقي، اكثر ما تجسد في مشاهد مشاركة مهجرين شيعة الصلوات في مساجد السنة، التي يؤمها ائمة سنة، وبشكل طبيعي جدا يؤكد المناعة الطرابلسية التي تتحدى كل محاولات التحريض الفتنوي من اي جهة اتت.