الأخبار _ روابط «الرسمي» تعود إلى التعليم: الكلمة الفصل للأحزاب!
فاتن الحاجلا شيء تغيّر في مشهد التعليم الرسمي يبرّر تراجع روابط الأساتذة والمعلمين في الأساسي والثانوي والمهني عن قرارها عدم العودة إلى التدريس. فلا بدل إنتاجية جديداً حتى الآن، ولا التعليم «أونلاين» للتلامذة النازحين «ماشي». بل إن تجربة الأسبوع الماضي كشفت عورات كثيرة في خطة وزير التربية عباس الحلبي لإنقاذ العام الدراسي. مع ذلك، فشلت الروابط في تجاوز أحزابها التي سبق أن أعطت الوزير ضوءاً أخضر لبدء التعليم، ودعت، وسط التخبط في الواقع التعليمي، أساتذتها للعودة إلى الصفوف. وإذا كانت تعتبر أنها حقّقت «إنجازاً» بانتزاع «التعليم عن بعد للتلامذة النازحين» بعدما كانت خطة الوزير تفرض التعليم الحضوري لجميع التلامذة، فإن المقوّمات من إنترنت وتجهيزات غير متوفّرة للتلامذة والأساتذة، وإن وُجدت فإن هؤلاء سيدفعون، حتى الآن، تكاليفها من جيبهم الخاص.
وتشير مصادر الروابط إلى أن قرار العودة إلى التدريس هو «لإعطاء فرصة للحكومة لبحث زيادة بدل الإنتاجية»، وقد «وُعدنا بتعديل البدل ابتداءً من الشهر المقبل، وأنه سيكون أكثر من 300 دولار من دون أن يجري تحديد القيمة الجديدة». والمفارقة أن الروابط لم تذكر أيضاً، في بيانها الإنشائي، ما هي القيمة المضاعفة التي تقترحها على الحكومة، وإن طالب بعض مكوّناتها بذلك. وتقول المصادر إن التزام المعلمين قرار عدم العودة إلى التعليم تراجع في التعليم الأساسي مثلاً من 85% في اليوم الأول إلى 60% فـ 40% في نهاية الأسبوع، عازية السبب إلى خوف الأساتذة المتعاقدين على وجه الخصوص من خسارة ساعاتهم، خصوصاً أنه ليس هناك وضوح حتى الآن حول ما هي الشروط لنيل بدل الإنتاجية.
عشية العودة إلى التعليم، من يتحمّل مسؤولية سلامة التلامذة على الطرقات، خصوصاً أن بنك أهداف العدو مطّاط جداً، كما حدث في استهداف بلدة علمات الجبيلية أمس، وفي بلدتي الجية وبرجا الأسبوع الماضي، علماً أن المناطق الثلاث تُصنّف «آمنة». إلى ذلك، لا يزال أساتذة نازحون كثر لا يعرفون ماذا سيعلّمون وكيف سيعلّمون عن بعد، إذ ليست لديهم حسابات على المنصات التعليمية للوزارة، وكيف سيدرّسون في أماكن نزوحهم المكتظّة سواء في المنازل أو المدارس، إضافة إلى أسئلة لوجستية. فأحدهم، مثلاً، قال إن ساعاته مقسّمة على ثانويتين، الأولى تعتمد التعليم الحضوري أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء والثانية تعتمد التعليم أونلاين أيام الخميس والجمعة والسبت، سائلاً ما إذا كان سيداوم 6 أيام في الأسبوع؟
وفي انتظار أن تفرج الوزارة عن الحسابات التي يلج الأساتذة بواسطتها مجاناً إلى المنصات ولا سيما منصة «مدرستي» التي قالت إنها ستطلقها هذا الأسبوع، فتح بعض الأساتذة حسابات شخصية على «تيمز« أو «زووم» أو «واتساب».
لم توفّر وزارة التربية حتى الآن مقوّمات التعليم عن بعد للنازحين
الفوضى لا تقتصر على التعليم «أونلاين» فحسب، بل تنسحب على التعليم الحضوري أيضاً. فبعض المديرين في بيروت فتحوا على حسابهم، خلافاً لقرار الوزير الذي دعا إلى اعتماد التعليم الحضوري حصراً لثلاثة أيام (الإثنين والثلاثاء والأربعاء، أو الخميس والجمعة والسبت)، إذ إن إحدى المدارس تدرّس، بغطاء من مسؤولين في الوزارة، الأربعاء والخميس والجمعة (يومان حضوري ويوم أونلاين).
وإلى ثانوية عبدالله العلايلي مثلاً، انتقلت ثلاث ثانويات، فشغلت ثانوية أمان كبارة شعراني الطبقة الخامسة، وثانوية فخر الدين الطبقتين الرابعة والسادسة، وثانوية زاهية قدورة الطبقتين الثانية والثالثة. وفيما حوّلت منظمة اليونيسف الأموال المستحقّة لصناديق الثانويات الثلاث عن العام الدراسي الماضي إلى صندوق ثانوية العلايلي، يُطلب من كل ثانوية أن تؤمّن القرطاسية وتصوير الأوراق والمياه من صناديقها «الخاوية».
هذا غيض من فيض العوائق التي تعترض انطلاقة العام الدراسي الرسمي، إضافة إلى المشاكل الناتجة عن انتقال التلامذة الصغار في مناطق جردية في عكار إلى مدارس بعد الظهر في مناطق أخرى بعيدة عن أماكن سكنهم.