جرائم أمريكا و
06 تشرين الثاني 2024

جرائم أمريكا و"إسرائيل" أكذوبة الأخلاق في حروب الشر

كتَبَ المُحرَر

يروي التاريخ أن دولة الولايات المتحدة الأمريكية بُنيت على أشلاء من أسماهم كريستوف كولومبوس بـــــ"الهنود الحمر"، وهو الذي شجعت رسائله إلى ملوك البرتغال وأسبانيا وبريطانيا وهولندا وغيرهم على احتلال الأوروبيين الأرض الجديدة واستيطانها بعد إبادة سكانها ودفن تاريخها وحضارتها.

بناء على ذلك؛ وعلى مدى أكثر من ٤٠٠ عام سوّغ المستعمرون الأوروبيون ثم الأمريكيون، جرائمهم الهمجية بحق أصحاب الأرض الذين هبّوا لمقاومة المستعمرين بأنهم "وحوش لا تعقل، ويأكلون زوجاتهم وأبناءهم".

وسرعان ما تدفق ملايين الأوروبيين إلى القارة المحتلة بدعم أوروبي أولًا وأميركي لاحقًا ليستوطنوا أرض "الهنود الحمر"، حتى باتوا اليوم يمثلون نحو ٢ بالمئة فقط من مجموع سكان الولايات المتحدة.

إنها أكذوبة المبادئ الأخلاقية التي تروّجها الأنظمة الاستعمارية في تسويغ جرائم الإبادة بحق الشعوب التي ترفض الاحتلال، وهي الأكذوبة التي تفيّأت الولايات المتحدة بظلالها حين دمّرت مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان بالقنابل الذرية لاخضاعها وإعلان استسلامها من دون شروط؛ على الرغم من إعلان وقف الحرب العالمية الثانية في العام ١٩٤٥.

هي نفسها الأكذوبة التي ارتكبت بها القوات الأمريكية مجازرها المروّعة في فيتنام، وغزت بها منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط) بعدما ارتدت ثوب "الديمقراطية"، والتي أعلن جورج بوش (الابن) عزمه على نشرها في العالم باستخدام القوة وشن الحروب لتحقيق "السلام الأمريكي".

ما سبق نذر يسير من سلسلة حروب لا تنتهي؛ أشعلتها حكومات واشنطن في العالم، وحذت ربيبتها "إسرائيل" حذوها في فلسطين والدول العربية، منذ ما يزيد عن مئة عام حافلة بالمجازر والحروب المستمرة.
وهي بذلك تتماهى مع السياق الأمريكي في الخطاب والأسلوب الذي ينضح بلغة الاستعلاء، فأضحت "إسرائيل"، ولا سيّما في عهد بنيامين نتتياهو، نسخة طبق الأصل عن إمبراطورية الاستعمار الأمريكي.

إنها أخلاقيات الارهاب الصهيو-أمريكي التي داست على شرائع ومواثيق ما يُسمى "الأمم المتحدة" وجمعيات حقوق البشر، مقابل أخلاقيات المقاومة التي لم تتخلّ يومًا عن خيار المواجهة ضد الاحتلال، ولم تلقِ يومًا سلاحها لتنخرط في ركب الاستسلام، وهنا يبرز الفارق الجوهري بين ثقافتي الإرهاب والمقاومة، فالأولى تنتهج سياسة القتل والتدمير والتهجير والاستيطان؛ في ما تنتهج الثانية سياسة القتال لتحرير الأرض وصون السيادة والدفاع عن الوطن والإنسان.

في هذا الصدد؛ يجدر ألا نغفل ذكر أدوات الاحتلال التي تسوّق سياسته في الداخل ما يجعلها شريكة في اغتيال الوطن وقتل أبنائه وإعانة المحتل على أهل البلد الواحد، فـــــ"الراضي بفعل قوم كالداخل فيه"، فكيف لو كان معينًا للمجرم على إجرامه بالقول والفعل والتحريض!؟ وساكتًا عما تقترفه يد الشيطان من مجازر بحق الإنسان في فلسطين ولبنان!؟ 
إنه عصر سقوط شعارات الحروب الأخلاقية، فلا أخلاق في القتل والارهاب؛ بل في المقاومة والصمود.. وإن كان للشر جولة فللخير جولات وصولات؛ لا بدّ أن تنتهي بانتصار الحق.. وهو قريب.

 

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen