الأخبار _ 21 ألف عائلة في الشمال: نقص حادّ في تجهيزات الإيواء
زينب الموسويمع بوادر الشتاء، تعاني أكثر من 21 ألف عائلة نازحة في الشمال من نقص حادّ في تجهيزات الإيواء والأغطية الشتوية وموادّ النظافة الشخصية، إضافة إلى التحدّي الأساسي والمتواصل بتأمين الغذاء، ما دفع أمين سر محافظة الشمال إيمان الرافعي إلى مناشدة المعنيين «بتجهيز مطابخ في مراكز الإيواء لتأمين وجبة واحدة على الأقل يومياً للنازحين»، لأن الأوضاع، كما تقول لـ«الأخبار»، هي اليوم «أشد صعوبة مما كانت عليه في عدوان تموز عام 2006، إذ تواجه السلطات المحلية تحديات فعلية لتلبية احتياجات نحو 14350 عائلة في 112 مركز إيواء، ولا يقلّ الوضع سوءاً بالنسبة إلى النازحين في الشقق السكنية. فمن أصل 7 آلاف عائلة نازحة سُجّلت في المحافظة للحصول على المساعدات (12 في بشري، ونحو 2000 في طرابلس، و2268 في المنية الضنية، و1224 في زغرتا، و1365 في الكورة، و550 في البترون) تمكّنت المحافظة من توفير المستلزمات الأساسية لحوالى 1400 عائلة فقط».
السبب الرئيسي وراء هذه المعاناة يعود إلى «بطء الجهات الحكومية في الاستجابة لاحتياجات النازحين»، بحسب مؤسّس ومدير منظمة «شباب الخير» في التبانة عثمان إسماعيل، وهي منظمة تقود مشاريع عدة لإغاثة النازحين من «مطبخ شباب الخير» لتوزيع الوجبات اليومية، إلى حملات توزيع المواد الغذائية وأدوات التنظيف والحليب والحفاضات، إضافة إلى تأمين صهاريج مياه الشرب. ويوضح إسماعيل أنّ «خطة الطوارئ التي أعلنت عنها الحكومة لم تُترجم على أرض الواقع، والطائرات المحمّلة بأطنان المساعدات من دول الخارج كما نسمع يومياً عن وصولها لا يصلنا منها غير كرتونة».
من أصل 7 آلاف عائلة نازحة تمكّنت المحافظة من توفير المستلزمات الأساسية لحوالى 1400 عائلة فقط
إزاء هذا الواقع، «تنسّق المحافظة مع منظمات الأمم المتحدة مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» والمفوّضية العليا لشؤون اللاجئين، بهدف توحيد الاحتياجات وتوزيعها. كما تتعاون مع جهات محلية لتزويد المراكز بفلترات لتنقية مياه الشرب ومواقد المياه الساخنة»، بحسب الرافعي. وعلى الصعيد الصحي، تتولى جهات محلية مثل حملة «زاد الآخرة» توزيع الأدوية على النازحين، و«يوجد فائض في المواد الطبية التي تُشرف على توزيعها لجنة الطوارئ التابعة لوزارة الصحة، في حين تتولّى وزارة الشؤون الاجتماعية توزيع حصص النظافة على مراكز الخدمات الإنمائية، وتعمل المحافظة على توفير الدعم النفسي للأطفال عبر أنشطة ترفيهية وتأسيس مشاريع تعليمية».
الثابت هو الجهود الأهلية البارزة لمواجهة تداعيات الأزمة الإنسانية التي تفاقمت إزاء الحرب، ولا سيما في طرابلس، عاصمة الشمال. وفيما تتوجّه بوصلة المساعدات إلى «المراكز الكبرى التي تضم أكبر عدد من النازحين، حيث يتم توزيع المساعدات الغذائية والمستلزمات الأساسية بحسب الإمكانات المتاحة»، يلفت إسماعيل إلى «آثار النقص في التجهيزات في مراكز الإيواء، مثل غياب البرادات وسخانات المياه، ما يزيد من صعوبة تأمين الحاجات الغذائية وغيرها، ويهدد بانتشار الأمراض بين النازحين».
في سياق منفصل، يحذّر إسماعيل من «مخططات لخلق فتنة داخلية»، موضحاً أنّ «هناك جهات تسعى إلى إثارة التوترات في الداخل، وتلعب على الأوتار الطائفية من جهة، والسياسية من جهة أخرى، لكنّ أهل الوعي والمشايخ في طرابلس لن يسمحوا بذلك، وموقف طرابلس ظلّ ثابتاً تجاه خيار المقاومة، زادت من متانته الغارات الإسرائيلية التي استهدفت البداوي وزغرتا وأكّدت أن إجرام العدو لا يقف عند حدود».