الزغلول المهجر والمكسور من قانا الى الجناح فالى كلية السياحة
والاجرام لا يفرق بين " الغالبون " والمغلوب على أمرهم. بقلم الاعلامي روبير فرنجيةكان الممثل فؤاد حسن مقنعاً في دوره العميل اللحدي الاسرائيلي في مسلسل " الغالبون " وكرهه جمهور المسلسل بدور الازعر والخائن وإستغربوا كيف لابن قانا الشاهدة على عناقيد الغضب أن يركب الدبابة الاسرائيلية ؟.
لم يكن يعلم الناس أن فؤاد سيدمر فؤاده ومنزله ويقتل أحفاده العدو الاسرائيلي الذي لا يفرق بين ممثل وقيادي ولا بين " الغالبون " و" المغلوب " على أمرهم.
فؤاد حسن المعروف بكاركتير " الزغلول " الوفي لقائد فرقته أبو سليم والذي لازمه في مرضه كظله أصبح اليوم مهجراً مع عائلته في غرفة في كلية السياحة قرب السفارة الكويتية يبكي بحرقة وألم حفيدته العشرينية آلاء التي استشهدت بعمر الورد .
الزغلول الذي عانى ما عاناه بصحته وصارع الاوجاع بصبر المؤمن كسرته حفيدته العروس الذي تحول مأتمها الى زفاف ، والمرض الذي لم يستطع أن يحني ظهره فيما نجحت فيه الغارة الوحشية الغادرة .
جار مستشفى رفيق الحريري فجع بدمار منزله على رؤوس عائلته التي حمد الله أنها لم تكن جميعها تحت سقفه .
إبنة إبنته نانسي شهيدة وحفيده فؤاد خرج من العناية الفائقة بجروح في القلب وبكسور في الجسد ..
وزوجته علا عيد المعروفة بكاركتير وردة خرجت من المستشفى بعد أن نجحوا الاطباء بمداواة جروح جسدها لكن الشظايا الحزينة في قلبها وروحها تمردت على الاطباء .
قال لي الزغلول البوم بدردشة معه : ليلة أغار الطيران الاسرائيلي المعادي وقضى على سبعين سنة من ذكرياتنا وأعدم شبابنا وشاباتنا كانت ليلة لا تنتسى من عمر الاوجاع في هذه الحياة .
غرفة واحدة صمدت من البيت مع بعض الجدران والفاجعة استشهاد حفيدتي ألاء المقداد ومعها صديقتها التي تحمل نفس الاسم ومن نفس جيل ورود الربيع التي قطفتها اسرائيل بمنجل الحقد وفؤوس الاجرام .
قطفتها أم قصفتها لا فرق !اليوم عاد فؤاد حسن الى كلية السياحة مهجراً مع أسرته يتلقى التعزية بالحفيدة الشهيدة والتبريك بأنه لا يزال على قيد الحياة .
هل الذين يموتون هم وحدهم الذين تقام لهم الجنازات ؟
كم من أموات خارج النعوش والمقابر يتكلمون ويتحركون وورقة نعوتهم على جبينهم الحزين . !!