قطاع الفنادق في المنية مغامرة ناجحة تستحقّ التّكرار.
كتبت نايا فجلوننُموّ متسارع شهدته مدينة المنية و الجوار، فبعد أن كانت معروفة بنشاطها الزّراعيّ إنتقلت نحو طفرة كبيرة في مجال الإستثمار في التّطوير العقاريّ ممّا شجّع عددًا من المستثمرين على أن يكونوا أكثر جرأة في إنشاء مشاريع إستثماريّة حسبها البعض مغامرة مصيرها الفشل.
لا يمرّ يوم على أبناء مدينة المنية دون أن يستوقِفهم أحد المارّة ليسألهم عن كيفيّة الوصول إلى فندق أكواريوس أو إلى مشروع لماديرا.
فأكواريوس الفندق المطلّ على البحر هو أوّل الفنادق المنشأة في مدينة المنية و الّذي أحدث جدلًا كبيرًا بين أبناء المنطقة بين مؤيّد ومعارض لجهة إمكانيّة نجاح المشروع وفق ما يرويه مالكه السّيّد محمود الخير.
ويضيف "عند إفتتاح الفندق لم يؤمن بنا أغلب النّاس و إستغرب بعضهم إقامة مشروع كهذا في المنية ، إلّا أنّنا وضعنا نُصب أعيننا إحداث علامة فارقة في مجال الإستثمار في المنية و قد ثَبتت صحّة هذه الخطوة فقد شهد الفندق والمطعم إقبالًا واسعًا منذ إنطلاقتهما حتّى اليوم، لكن هذا الإقبال تغيّر شكله تحت تأثير الأزمة فبعدما كان أغلب النّزلاء من اللّبنانيّين المقيمين، إنقلبت الموازين و أصبح معظمهم من السّياح والمغتربين."
أمّا لجهة الأسعار، فيؤكّد الخير "الأسعار في الفندق مقبولة مقارنة بفنادق أخرى في بيروت، و تتناسب مع الخدمات الّتي نقدّمها للنّزيل.
بالإضافة إلى أنّنا لا نعتمد على اليد العاملة الأجنبيّة و نعطي الأولويّة لتوظيف أبناء المنطقة ، مع مراعاة حاجات الفندق من المهارات البشريّة."
وحول الصّعوبات الّتي تواجه الإستثمار في قطاع الفنادق في المنية في ظلّ غياب البلديّة فيؤكّد الخير أنّ البلديّة لم تقدّم أيّ خدمة للمشروع و لم تلعب دورها الكافي في هذا المجال، إن كان من جهة تعبيد الطّرقات و صيانتها أو وضع حلّ لمشكلة النّفايات ، فهذان الأمران وقعا على عاتقنا.
لم تطل المدّة منذ إنطلاقة فندق أكواريوس حتّى ظهر مشروع ثانٍ وهو "لاماديرا" لتلتحق المنية بغيرها من المناطق مثل القمّوعة و إهدن الّتي شهدت مشاريع مشابهة لاقت رواجًا ملفتًا، يفضّل مدير مشروع لاماديرا السّيد عامر قليمة وصفه كمنتجع وليس كفندق مُظهرًا تحفّظًا غير مبرّر عن الإجابة عن بعض الأسئلة مكتفيًا بالقول أنّ المشروع شهد إقبالّا كثيفاً منذ افتتاحه حتّى اليوم، هذا الإستثمار يعود لشبّان لبنانيّين مغتربين و النّسبة الأكبر من النّزلاء هم لبنانيّين من خارج الشّمال، أمّا المغتربون يشكّلون حوالي عشرة بالمئة أو أقلّ.
وحول قدرة اللبنانيّين على التّمتّع بخدمات المنتجع في ظلّ الأوضاع الحاليّة ، يقول السّيد عامر قليمة "بوجود حاكم مصرف لبنان ريّاض سلامة وتمكُّن النّاس من تحويل رواتبهم من اللّيرة اللّبنانيّة إلى الدّولار من خلال منصّة صيرفة "فالأمور تمام" و كلّ النّاس تستطيع قصد المنتجع."
وكحال أيّ استثمار ساهم دخول قطاع الفنادق والمنتجعات إلى المنية في نموّ قطاعات أخرى أبرزها المطاعم،وفق ما يُؤكّده أحد العاملين منذ سنوات في هذا المجال قائلًا: " نشهد حضور عدد مقبول من نزلاء الفنادق إلى صالة المطعم ناهيكم عن ورود طلبات توصيل الطّعام إليهم، و كما يقول المثل "إذا جارك بخير أنت بخير."
إستفادت المنية و جوارها من شجاعة أبناءها المغتربين عبر إدخالهم إليها إستثمارات لم تشهدها بلدتهم من قبل على أمل أن تشكّل خطواتهم هذه دافعًا لسائر المتموّلين من أبناء المنطقة المقيمين والمغتربين لإنشاء مشاريع تساهم في إحداث نموّ عاموديّ في قطاع الخدمات و الإنتاج و لتحجز بذلك لنفسها مساحة أوسع على خارطة السّياحة و الخدمات في لبنان.