السيد هاشم صفي الدين شهيد القدس وفلسطين
30 تشرين الأول 2024

السيد هاشم صفي الدين شهيد القدس وفلسطين

كتب الأستاذ ناصر الظنط

قال الله تعالى في كتابة العزيز :" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)":
 وقال عز من قائل :" أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ":
وقال في مقام اخر :" قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)":   صدق الله العظيم
لا أسرد هذه الايات الكريمات للتخفيف من ضخامة الخسائر التي أصابتنا والتي تصيبنا وما نتج او ينتج عنها من آلامٍ كبيرة واهتزاز وارباك على الصعيد المعنوي والنفسي والاهم من كل ذلك في ميدان القيادة والادارة والمتابعة وغير ذلك .كلنا نرى ما حل بنا من خراب ودمار وقتل جماعي ومجازر وتهجير ونزوح .وكذلك استشهاد القادة الكبار قبل وبعد السيد محسن (فؤاد شكر) والحاج اسماعيل هنية القائد والرمز ، مروراً بتفجيرات البيجر واجهزة الاتصال ،وما نتج عنها من شهداء ومصابين بالمئات وكذلك الحاج عبد القادر (ابراهيم عقيل )وقادة الرضوان اضافة الى سيد شهداء طريق القدس ومعه القائد كركي وصولاً الى السيد هاشم صفي الدين والكوكبة الجهادية التي كانت معه ومن سبقهم ولحق بهم ولا ننسى الشهيد القائد السنوار ابو ابراهيم واخوانه .
فالخسائر كبيرة جداً ولا شك ولكننا نحتسبها عند الله تعالى خاصة وأن الأجل مكتوب ،ولو كنا تحت الارض او فوقها، ومهما كانت الاجراءات والاحتياطات (رغم وجوبها).
 وعزاؤنا ان هؤلاء القادة الكبار والاعزاء قد مضوا الى رب كريم، وارتقوا قتلاً بسهام العدو وصواريخه .لذلك نحسبهم شهداء في سبيل الله تعالى، الذي نسأله ان يتقبّل شهادتهم ويرزقهم الدرجات العليا في جنات النعيم .
العدو الصهيوني المجرم وبدعم امريكي مطلق استباح غزة الابية وشن حرب ابادة جماعية ضد اهلها الشرفاء عبر القتل والتدمير والتجويع والحصار ،لكنه ما زال يواجه مقاومة باسلة شجاعة مقدامة حتى في جباليا وبيت لاهيا(شمالي غزة) .فالمقاومة اذاً لم تسحق واسرى العدو ما زالوا بيد حماس والقسام. ولعل المشهد يتكرر بطريقة او باخرى في لبنان ،حيث ان اغلب الغارات الهمجية لطائرات العدو تستهدف المدن والقرى والبلدات والاحياء السكنية والمباني السياحية والاثرية ودور العبادة والاسواق التجارية والطرقات العامة وكذلك البنى التحتية (ماء وكهرباء) ناهيك عن المستشفيات والفرق الطبية والمراكز والآليات الاسعافية وطواقمها .
و بالرغم من فداحة الخسائر البشرية الناجمة عن هذه الاعتداءات ورغم استشهاد القادة والمجاهدين نرى المقاومة مستمرة وثابتة اولاً في ميدان المواجهة البرية حيث يعجز العدو عن تحقيق توغلات عميقة، بل ما زال يعمل على الحافة الحدودية مع فلسطين المحتلة، ناهيك عن الخسائر الكبيرة في صفوفه والتي صار مضطراً للاعتراف بجزء منها على الاقل ،خاصة ان بعضها بات موثقا ً بالصوت والصورة، اضافة الى استمرار اطلاق الصواريخ المتنوعة والمسيرات الى مستوطنات الشمال بأكمله وصولا الى حيفا وما بعد بعد حيفا .
لقد استطاع العدو الماكر النيل من كوكبة المجاهدين القادة البواسل (اغلبهم من الجنود المجهولين الذين يعملون بصمت وبعيدا ً عن الاضواء )وعلى رأسهم السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، هذا القائد الجهادي الذي واكب مسيرة المقاومة منذ نشأتها وتولى المسؤوليات الكبيرة التي دفعته يوماً بعد يوم الى الواجهة لا سيما في أزمة الكورونا عندما قدم خطة متكاملة لمواجهة الوباء المستشري على كافة المستويات الوقائية والعلاجية والاجتماعية والتربوية وصولا الى التوجيه السلوكي حتى داخل المنازل وعلى مستوى الافراد والجماعات. ورغم المسؤوليات التنفيذية الكبيرة والمتعددة كان صوته بارزاً في التعبير عن موقف المقاومة في الكثير من الملفات والمناسبات ولا سيما في معركة سيف القدس عام 2021 حيث اعلن حينها وبكل صراحة وحزم ان حزب الله يتطلع الى اليوم الذي سيقاتل فيه ،جنباً الى جنب مع الشعب الفلسطيني، الغدة السرطانية وازالة اسرائيل من الوجود.و كان يركز ايضاً على مخططات الصهاينة والامريكان لتفريق الامة وتشتيت صفوفها معرباً ان الامة قد طوت صفحة التشرذم والفتن لتفتح صفحة جديدة عنوانها القدس والوحدة والمقاومة.
 وها هي تطلعاته قد تحققت عندما فتحت المقاومة جبهة الاسناد اللبنانية ملتحقة في معركة طوفان الأقصى المبارك وقد كان للسيد صفي الدين حضوراً بارزاً ولا سيما في تأبين وتشييع الشهداء السعداء على طريق القدس ،حيث  لا مكان برأيه للحياد في معركة القدس ولا في معركة النصرة والمساندة لغزة العزة .
لا بل اكثر من ذلك عندما أعلن وبالفم الملآن ان المقاومة الاسلامية في لبنان وجدت اصلاً من اجل القدس وفلسطين .
هذا القائد الجهادي الكبير كان يتطلع للشهادة ولا سيما عقب استشهاد سيد المقاومة .وقد كتب في رثائه :لا انعي نفسي ولكن لا طيب الله العيش بعدك يا سيدي وحبيبي وروحي التي بين جنبي ألا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا' منسيا ليت الموت اعدمني الحياة ولعلي لاحقاً عما قريب شهيداً في أثره فتستقر بذلك روحي .
وكان له ما اراد شهيداً سعيداً 
على طريق القدس باذنه تعالى .
فنسال الله القوي العزيز النصر والعزة للمجاهدين في لبنان وغزة وفلسطين وسائر بلاد المسلمين .
كما نسأله تعالى البركة و العون و السداد و الحفظ 
لسماحة الشيخ نعيم و لاخوانه الكرام .و ليكونوا خير خلف لخير سلف في حمل الامانة الكبيرة ، أمانة المقاومة و الجهاد في سبيل الله العلي القدير .

 

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen