مهمات مستحيلة عند عاشق الفشل!..
مرسال الترسبعد مضي ستة أشهر على جلوس الفراغ على كرسي رئاسة الجمهورية في قصر بعبدا بسبب عدم توافق النواب على اسم يختارونه ليملأ الكرسي الأول في لبنان، إنشغلت الساحة السياسية بحركة مستجدة لبعض النواب على أمل أن يبلوروا "مبادرة" ما أو اقتراحات قد يُكتب لها النجاح، والأرجح أنها ستبوء بالفشل، بسبب تعنت مختلف الأفرقاء بمواقفهم وعدم الزحزحة عنها مهما جاءت النتائج في غير صالح الوطن.
فبعيداً عن حركة السفراء والموفدين الأجانب، وبعد سقوط حركة المطران انطوان ابي نجم مكلفاً من بكركي في دوامة الأسماء والمزايدات، برز الى العلن تحركان: الأول قاده النائب البقاعي ميشال السكاف بهدف جمع المعارضة على اسم يبارز رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. والتحرك الثاني من نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي حملّته وسائل الاعلام تكليفاً مبطناً من أكثر من جهة (فمنهم من قال أن الرئيس نبيه بري، وآخرون قالوا أنه التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، وفئة ثالثة ذهبت الى حد تشجيعه على الحركة من قبل السفيرة الأميركية دوؤوثي شيا) ما أضطره الى الخروج للإعلان بأنه يتحرك من تلقاء نفسه، بعدما شعر أن عربة الاستحقاق الرئاسي تدور على رحاها. فهل ستصل هذه التحركات الى ما تبتغيه، أم إنها ستسقط في حفرة الفشل كما حصل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب والوزير السابق وليد جنبلاط الذي أعلن وقوفه متفرجاً، مفسحاً المجال أمام الكبار (أمثال حزب الله وحزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والتغييريين...على حد تعبيره)؟
وفي حين أن موقف حزب الله معروف جهاراً ونهاراً. فمن يضع العصي غير المرئية في الدواليب؟ ابو صعب قال من معراب: ما نحاول القيام به اعمق واكبر من “مسألة اسماء”، وحركتي قد تُحدث خرقا ما". أما عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى فاستبعد الاتفاق مع باسيل على اسم جامع، لأنه إذا قرّر الثنائي الشيعي التخلّي عن فرنجية والتنسيق مع باسيل، فهل يبقي باسيل على تحالفه معنا أم سينحاز الى حليفيه أمل وحزب الله؟"، مستطرداً "حتماً سيتركنا ويذهب الى حارة حريك لأنه يرى مكتسباته ليست معنا!
في غضون ذلك نُقل عن الرئيس بري قوله:" إنّ "أسهم" فرنجية لا تزال ترتفع، ولذلك يبدو جعجع متوتراً هذه الأيام، ومن ضمن ما يرفض التجاوب مع مساعي التسوية الرئاسية". بينما ذهب رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب الى حد وصف جعجع بـ "عاشق الفشل".
الثابت حتى صباح اليوم أن كل الحركة الداخلية لن تؤدي الى بركة، والجميع يتركون هواتفهم -ولاسيما منها الخطوط الإقليمية والدولية – على السمع طوال الأربع والعشرين ساعة، وبخاصة أن موعد إنعقاد القمة العربية المقررة في التاسع عشر من الشهر الحالي في عاصمة المملكة العربية السعودية بات على الأبواب، وتحديداً بعد قول السفير السعودي وليد البخاري من عين التينة :" “لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر"!