الديار _ حزب الله لم يكشف كلّ أوراقه ويتوعّد العدو بمفاجآت مُؤلمة وقاسية
علي ضاحيللمرة الثالثة منذ 17 ايلول الماضي والعدوان الهجمي على لبنان وحزب الله، عقد مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف مؤتمراً صحافياً جديداً، شرح فيه آخر تطورات الجبهة الجنوبية. وتطرق الى عدد من الملابسات الداخلية، التي ترافق العدوان ومن تناغم اعلامي وسياسي لاستثمار الحرب الهجمية على لبنان والحزب و"تقريشها» في السياسة اللبنانية والامور الداخلية والرئاسية وحتى النيابية.
وتكشف اوساط واسعة الإطلاع على اجواء حزب الله ان هناك جبهة إعلامية وسياسية ونيابية وحزبية ومصرفية ومالية، تنسق بشكل مباشر مع الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين لتسويق «أمر العمليات»، الذي طلبت السفيرة الاميركية الحالية في لبنان ليزا جونسون تعميمه والسير فيه، وهو «مرحلة ما بعد حزب الله». وكذلك تسويق ان حزب الله «خسر الحرب»، وان الدور اليوم على قطع «اذرعته» المالية كالقرض الحسن، واخراج مؤسساته الاجتماعية والتربوية والمستشفيات عن الخدمة، والتحريض على المقاومة وقطع التواصل بينه وبين اللبنانيين.
ومن اجواء التحريض الاعلامي هذه، انطلق الحاج محمد عفيف في مؤتمره الصحافي والذي تخلله حضور اكثر من 80 وسيلة اعلامية عربية ومحلية. واللافت ما حصل في الدقائق العشر الاولى من المؤتمر الصحافي، اذ تناهى الى اسماع الصحافيين الاجانب، ان هناك تهديداً «اسرائيليا» بقصف منطقة الغبيري ومن ثم تعمم اعلامياً. علماً ان مكان انعقاد المؤتمر الصحافي هو روضة الحوراء زينب، الواقعة بين نقطة وسطية بين الشياح والغبيري والطيونة، حيث نفذ العدو غارته بعد 10 دقائق من انتهاء المؤتمر الصحافي في الساعة 2:25 دقيقة من بعد ظهر امس ، والغارة حصلت حوالي 2:40 دقيقة بعد الظهر.
ورصدت «الديار» مغادرة عشرات الصحافيين اجانب وعرباً بين 2:10 و2:15 دقيقة، بينما كان الصحافيون الاميركيون والفرنسيون اول المغادرين.
والمؤتمر الصحافي ووفق اجواء حزب الله هو رسالة لعدو، وان التهديدات والقصف والاغتيال لا يخيف المقاومة ولا قادتها ولا الناطق الرسمي بإسمها وهو الحاج محمد عفيف، الذي أكد امام الحاضرين، انه لا يخشى التهديدات، وانه اكمل مؤتمره الصحافي كاملاً وحتى آخر حرف في الكلمة المكتوبة، التي كان يقرأ منها مواقف الحزب.
ومن ابرز النقاط التي ركز عليها الحاج محمد ، هي مرحلة جديدة من الحرب بتبني الحزب لعملية قتساريا واستهداف غرفة نوم بنيامين نتانياهو، وهي العملية التي جعلت كل قادة العدو في مرمى الاستهداف، والرد على الاغتيالات التي طالت قادة المقاومة، ولا سيما الامين العام للحزب السيد الشهيد حسن نصرالله.
كما المح عفيف الى تركيز المقاومة في عمليات التصدي البري لأسر جنود وضباط من العدو. كما ركز على الاداء السلبي لبعض وسائل الاعلام التي تتماهى مع الاعلام الغربي، وتخدم الاجندات الصهيونية، وصولاً الى بلوغ التحريض مستوى تحديد بنك اهداف للعدو كالقرض الحسن وغيره.
وفي حين أكد عفيف ان الطريق الى النصر لم تعد طويلة رغم انها شاقة، تكشف الاوساط المطلعة على اجواء الحزب ان لدى المقاومة اوراق كثيرة وثمينة لم تستخدمها بعد، وانها تحضر مفاجآت للعدو، وهي تتماشى مع كل مرحلة بمرحلتها وبأسلحة نوعية وطرق مبتكرة.
وعن المفاوضات والمطالب التي يحملها موفدون غربيون واميركيون وآخرهم آموس هوكشتاين، تكشف الاوساط ان هوكشتاين يحمل الى العدو ورئيس وزرائه مقترحاً لتنفيذ الـ1701 ، رغم ان حزب الله يوكل مهام التفاوض للرئيس نبيه بري، ومن ضمن الثوابت ان لا تغيير في الموازين لا الرئاسية ولا النيابية، ورفض تعديل القرار 1701 ، ومن منطلق ان المقاومة منتصرة وليست مهزومة ، وان على العدو ان يوقف العدوان على غزة والجنوب قبل البحث بأي امر آخر!