الديار : عيد العمل في الشمال: عمّال عاطلون من العمل وفقر يتفشى...
01 أيار 2023

الديار : عيد العمل في الشمال: عمّال عاطلون من العمل وفقر يتفشى...

كتب جهاد نافع

أينما تجولت في الشمال، من طرابلس إلى عكار، ثمة تجمعات بشرية تئن وتضج بالتساؤلات عن حلول لأزمة الرواتب، أو الأزمات المعيشية الخانقة التي تطوق أكثر من ثمانين بالمئة من اللبنانيين، ولأبناء الشمال، خاصة في عكار، النصيب الأكبر منها...

يكفي أن تلاحظ إرتفاع منسوب المتشردين على الطرقات والشوارع سواء في طرابلس أو عكار، لتسجل حجم المشكلة الإنسانية في البلاد، وأكثر ما يثير المشاعر هو مشاهد كبار السن والعجز من نساء أو رجال على الأرصفة من الفجر وإلى ما بعد منتصف الليل، ينتظرون من يجود عليهم برغيف خبز...

مشاهد مثيرة جداً خاصة في طرابلس، وسيارات فارهة بزجاج داكن تمر بالقرب من هؤلاء دون أن يرف جفن أو سؤال من مسؤول أو مرجعية عن أسباب تفشي هذه الظاهرة المسيئة الإنسانية أولاً وأخيراً...

ناشطون شماليون رسموا علامات إستفهام حول الإحتفالات بعيد العمل، أو (عيد العمال)، وسألوا كيف يجرؤ البعض على الإحتفال بهذا العيد، وهناك عمال يتضورون جوعا، وهل يستطيع العمال الإحتفاء بعيدهم وليرتهم خسرت قيمتها الشرائية؟...

كيف يستطيع العمال الاحتفال، وأجورهم دون مستوى يوفر ربطة خبز أو لقمة عيش لعائلاتهم ولا تزال صرخات عمال طرابلس تتردد في أنحاء طرابلس تئن من رواتب يتأخر صرفها، وتأكل قيمتها منصة صيرفة...

ولا يغيب عن بال المتابعين، أن الشمال أكثر المناطق تأثراً بالأوضاع الإقتصادية نتيجة تراكم أزمات معيشية منذ سنوات جراء ما شهدته طرابلس ومحيطها من أحداث أمنية ساهمت في تدني المستوى المعيشي، ولا تزال هذه الأحداث متواصلة تنعكس سلبا على الحركة اليومية في شوارع وأحياء المدينة وتترك تداعيات على الشمال كله، نتيجة تفشي ظاهرات السلب والنشل والسرقات والمخدرات وغيرها من الموبقات، مما يفاقم الأزمات الاجتماعية والمعيشية ويسد أبواب الرزق والعمل ويوسع من مساحة البطالة وتضيع معها فرص العمل.

يهزأ البعض من عيد لم يعد له معنى برأيهم، فعمال النظافة يسألون: ماذا جنى العيد لعائلاتنا؟

ويسأل آخر: ألا يخجل نواب طرابلس والشمال من عيد نفضوا أياديهم منه؟ وهل سعى أحدهم إلى توفير فرص عمل، أو مساندة عائلات عمال يعجزون عن تأمين الرغيف؟ نحن صرنا في عمق المجاعة، فماذا فعلوا لنا؟؟...

أسئلة وتساؤلات يطرحها عمال في زمن ينهار فيه كل مقومات الحياة الكريمة، والكبار في أبراجهم العاجية غير مكترثين لأوجاع العمال والفقراء والمنتجين فكراً وصناعة وغلالاً وصناعة... 

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen