سماحة القائد السيد الأمين شهيد الاقصى وفلسطين
كتب الأستاذ ناصر الظنطقال تعالى :" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ً ": صدق الله العظيم
ايها الاخ الحبيب ،حبيب القلوب والعقول طبت حياً وطبت شهيدا ً تقبلك الله تعالى في الشهداء واكرم مثواك وجعل مقامك في عليين مع الانبياء والصالحين ،
فقدناك في لحظة صعبة وقاسية وفي قلب معركة تحتاج رجلاً قائداً مؤمناً صادقاً فيما عاهد الله عليه ولم يبدل ولم يهن ولم يخاف ولم يكل او يمل رغم الجراح التي اصابت شعبه وبيئته وشملت اقرب المقربين اليه من المجاهدين وقادتهم لكنه قدر الله تعالى ، فلكل اجل كتاب وان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانّا على فراقك يا ابا هادي لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون .
لقد تركتنا في قلب وطيس المعركة وفي اقسى مراحلها معركة طوفان الاقصى المبارك، جبهة الاسناد اللبنانية، التي افتتحتها قربة الى الله تعالى ونصرة لغزة الابية ومقاومتها الباسلة وادرتها بمعايير محددة على امل مراعاة الوضع اللبناني الدقيق .
ازعم ان وعدك الصادق في تموز 2006 كان بتوقيت غزة والقيام بواجب الدفاع عنها وذلك عقب عملية الوهم المتبدد للاخوة في القسام ، الذين اسروا حينها جلعاد شليط وأعقبه العدو المجرم بعدوان شامل على غزة المحررة حديثا ، فاعلنت حينها وفي حديث تلفزيوني قصير انه على كل مسلم القيام بواجبه وعلى قدر استطاعته نصرة لغزة ، لان الله تعالى سوف يسألنا يوم القيامة عن سلوكنا وتصرفنا حيال ذلك ولانك تقود مقاومة باسلة مجاهدة تملك الرجال الاشاوس والسلاح والعتاد .وحيث ان المرء ينفق مما عنده .فكان قرارك المبادرة الى عملية الوعد الصادق لتقول للعدو تعالوا لتفاوضٍ غير مباشر على ثلاثة اسرى واحد في غزة واثنان في لبنان ،انها وحدة الساحات منذ ذلك التاريخ ،ولكن العدو ارادها حرباً لسحق حزب الله وكان النصر الالهي وكان ما وعدتنا به ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات .
لقد ملكت قلوب الناس واسرتها بطلعتك البهية وابتسامتك اللطيفة الجميلة التي تظهر محبتك الكبيرة لناسك وجمهورك فكنت تشتاق لهم كما يشتاقون اليك .ولطالما كسرت القيود الامنية لكي تكون حاضرا وسط المحبين بأكثر من محطة لا سيما يوم دعوت الناس للتظاهر رفضاً للاساءة الخبيثة لرسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكنت على رأسهم تلقنهم القسم بتقديم النفس والمال والولد زودا ً عن نبي الرحمة المهداة .
كما ملكت اسماع الناس بصوتك العذب الذي يبلسم الجراح في الشدائد ويبث في الاجواء طمأنينة وراحة وقوة وسرورا في ان معا ً حتى كنت اقول ولا زلت ان صوتك اندى من اصوات الشعراء والمطربين والمنشدين واجمل من صوت " أم كلثوم " .
لقد اسرت قلوب الناس في تواضعك وصدقك ومواقفك الصلبة الشجاعة والنبيلة بوجه اعداء الامة مع حرصك الدائم على وحدة الصف والكلمة ونبذ الفرقة فكنت مثالا للترفع عن الانانيات والعصبيات الطائفية والمذهبية والحزبية والعرقية والشخصية.
ايها السيد العلامة لقد شكلت خطبك ودروسك علامات فارقة مميزة من حيث الشكل والمضمون حتى بات بعض الاساتذة يشجعون طلابهم الاستماع اليك لكي يتعلموا منكم كيف تضعون في مطلع اطلالتكم مخططا للكلمة وفهرسا للموضوعات التي ستتحدثون عنها كأنما هي بحث علمي متقن ولطالما لاحظنا المام السيد الشهيد في شتى المواضيع التي يتناولها .
فكنت بحق قائدا سياسيا وجهاديا بامتياز ولا ريب كما برزت عالما دينيا متميزا بالقدرة على شرح الامور بسلاسة وعمق وبساطة في آن معا ً يحمل المتعة والفائدة لكل الناس ،حتى لو تحدثت في امور الدولة والاصلاح ومحاربة الفساد ناهيك عن الموازنة وكذلك الصحة (كورونا) والتربية (ملفات الجامعة والاساتذة والمعلمين) كنت ابا ومرشدا واستاذا عندما ترعى احتفالات تخريج الطلاب والطالبات لا بل كنت مشجعاً للزراعة وحملات التشجير وكذلك للصناعة وسائر الحرف والمهن والمهارات عبر رعاية المعارض (ارضي وغيرها) ولطالما قلتُ ان السيد لو تحدث عن الطبخ والاكل لأجاد وأبدع .
اني احسب ذلك من نعم الله تعالى على عبده الصالح السيد حسن نصر الله ، مما جعلك يا سيد الشهداء السعداء على طريق القدس وبنظر محبيك قوياً حصناً حصيناً عصياً على العدو الماكر الجبان حيث يرون ان العدو اضعف من ان ينال منك ومن مقامك ولكنه قدر الله تعالى ولكل اجل كتاب ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
الخسارة كبيرة ومدوية وقاسية ومؤلمة جداًجداً جدا ... ، ولكن الامل بالله عز وجل ان يعوضنا ويكرمنا بامر رشد يسمح باستمرار هذه المسيرة المباركة للمقاومة التي ابدعت ايها السيد بقيادتها لاكثر من ثلاثين عاما ً فانتقلت بها بفضل الله تعالى من انتصار الى اخر ، ورهاننا بعد الله تعالى على اولئك الرجال الذين وصفتم بانهم القادة والسادة ورجال الله في الميدان اعاروا لله جماجمهم وثبتت اقدامهم كالجبال لا يخافون في الله لومة لائم ليشكلوا بوفائهم لك ولسائر القادة الشهداء الابرار وبالتوكل على الله تعالى منارة عز ونصر وكرامة للامة كلها ،
وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم .