هل يتراجع جعجع خطوة فيصيب أكثر من عصفور  برتقالي؟
24 نيسان 2023

هل يتراجع جعجع خطوة فيصيب أكثر من عصفور برتقالي؟

مرسال الترس

هل تسمح "الأنا" عند جعجع بالتراجع خطوة فيصيب أكثر من عصفور "برتقالي" بحجر واحد؟ 
المعروف ان جعجع الذي انتقل من حزب الكتائب الى "القوات اللبنانية" كما كثيرين من جيله، (بُعيد حرب السنتين) بذل الكثير من الجهد والعناء والمخاطرة والعناد مع ثلة من الشباب المتحدرين من الجبل الشمالي وتحديداً قضاء بشري أو سفوح البقاع الغربية، حتى استطاع الوصول الى القمة في تنظيم القوات، عبر عدة حروب صغيرة داخلية، ليحوّله لاحقاً الى حزب ويترأسه بدون أية منازعة، اوتفكير باجراء "انتخابات ديمقراطية". فيطرح نفسه في العام 2016 مرشحاً للإنتخابات الرئاسية قبل أن تقنعه ظروف المرحلة بتوقيع اتفاق معراب ودعم ترشيح الجنرال ميشال عون للوصول الى قصر بعبدا، قاطعاً الطريق على رئيس تيار  "المردة" سليمان فرنجية الذي كان قد تلقى اتصال تهنئة من الرئيس الفرنسي آنذاك فرنسوا هولاند. 
فهل يكرر جعجع "التجربة" لمحاولة قطع الطريق مجدداً على فرنجية عبر إختيار اسم يصيب فيه أكثر من عصفور بحجر واحد. حيث يشكل فيه احراجاً غير مسبوق لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يجبره فيه على عدم القدرة على الرفض. ويقدم نفسه على أنه حامي الحمى المسيحية عبر جمع المعارضة (التي تحمل الصليب المشطوب) لإسم فرنجية. وينزل مع  بعض النواب التغييريين الى مجلس النواب لقلب المعادلة التي تترسخ يوماً بعد آخر ،وتسهم في رفع أسهم سيد بنشعي لدى اكثر من مرجع اقليمي ودولي في ظل "العرس"العربي الجديد الذي بدات ملامحه من أرض التنين الصيني والذي تمثل بفتح آفاق جديدة من العلاقة بين ضفتي الخليج؟
فمن السهل جداً لو أن رئيس حزب القوات يريد "مخرجاً مسيحيا" للأزمة المتفاقمة منذ ستة أشهر عبر فراغ رئاسي لا أفق له، أن اليوم وليس غداً، سيعلن دعمه ترشيح (على سبيل المثال لا الحصر) رئيس لجنة المال وعضو تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان، أو مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد أزعور، أو حتى باسيل نفسه أفلا يضعضع خصمه باسهل الطرق؟ 
بعض المراقبين والمتابعين رأوا أنه في حال أقدم جعجع على هكذا خطوة فإنه يحرّك المياه الرئاسية الراكدة، وفي الوقت نفسه يهدّد البوتقة البرتقالية التي تنافسه على الساحة المسيحية في عقر دارها، ويعطى لنفسه لقب الحريص الدائم على المصلحة المسيحية في المنطقة الممتدة من كفرشيما الى جسر المدفون (عفواً الى البترون) قبل أي اعتبار آخر!   لكنهم "أي المراقبين والمتابعين" على قناعة أن جعجع من الصعب أن يقوم بهكذا مغامرة، لأنه أولاً يعشق التسلط والسيطرة. ولأنه سيظهر أمام محازبيه ومناصريه (أو هكذا سيعتقدون) أنه خسر الجولة للمرة الثانية، وهم بالتالي قد يعبرون عن غضبهم في أية انتخابات لاحقة!...فلا تقلقون إنه لن يُقدِم.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen