"بصمة" فرنجية تشبه صاروخاً متعدد الرؤوس والأهداف
مرسال الترستوقف المراقبون والمتابعون باهتمام عند المواقف التي أطلقها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالأمس من الصرح البطريركي الماروني في بكركي (والتي تصادفت مع زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى سوريا) وتحديداً عند قوله :أن أحد اهدافه من الوصول الى قصر بعبدا أن يترك "بصمة" في هذا الموقع الذي لا يفكر بالتخلي عن أي من صلاحياته أو الحد منها.
فالى جانب تأكيده أن “لا نظرة عدائية لديه لأي صديق للبنان خاصة الملكة العربية السعودية”، توقف باسهاب عند ملف النازحين السوريين الذين يشدد الرئيس السوري بشار الأسد على وجوب عودتهم الى أرضهم، فيما يتمسك الغرب بشكل عام واميركا واوروبا تحديداً تركهم رهينة على الأرض اللبنانية لابتزاز لبنان وسوريا لا أكثر ولا أقل، مذكراً ضمناً أن من يدّعون البكاء على هذا الملف كانوا أكثر المسهلين لإدخالهم الى الأرض اللبنانية .
أما في ما يتعلق بموضوع الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله فقد دعا فرنجية كل المرشحين الذين يخوضون حروباً ضروس ضده ويستغلون المنصات الاعلامية لتشويه صورته، أن يظهروا ما لديهم من امكانيات أكثر منه لاستيعاب هذا الملف الشائك اقليمياً ودولياً شرط أن تؤدي الى "توافق يحمي لبنان ويسحب الهواجس من أبنائه".
على خطٍ موازٍ كان لفرنجية عتب كبير على وسائل الاعلام اللبنانية التي تحوّر الحقائق وأكبر مثال على ذلك أنه لم يسمع أي فيتو سعودي على اسمه الاّ من الاعلام اللبناني الذي تتحكم في جزء واسع منه غرف جانبية سوداء تختلق المواقف وتوزعها ولذلك تأتي في معظم الاحيان غير مطابقة للحقيقة".
أما الجزء اللافت في مواقف فرنجية من بكركي هي إلتزامه بزيارة مقر أي شخصية لبنانية لتبديد أية هواجس قد تكون تكونت لديها ولإزالة الغيوم التي تشوّش أفكارها بالنسبة له أو بالنسبة للمواضيع المطروحة والتي تُعتبر خلافية بين أفرقاء الساحة اللبنانية (وهنا الاشارة واضحة جداً الى أية مقرات يقصد).
ووفق المراقبين أن قوة فرنجية ليست في التأييد النيابي الذي يحظى به والمرشح أن يرتفع عدده وإنما في الصراع الدائر بين مكونات المعارضة وتحديداً الأحزاب ذات الغالبية المسيحية (القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر والكتائب...) الذين يُجمعون على رفض ترشيحه ولكنهم في الوقت نفسه بعيدون جداً، على ما هو ظاهر، في الاتفاق على اسم بديل!
وكان واضحاً لدى الكثير من المحللين أن "بصمة فرنجية" كانت انطلاقاً من بكركي بالذات ولكنها ظهرت كأنها كالصاروخ الذي يحمل رؤوساً عدة وموجهة في اتجاهات مختلفة وشكّلت بيان ترشيح واضح المعالم!