الديار _ إرتفاع في اعداد الوافدين من الجنوب الى طرابلس إستنفار جمعيّات ومؤسسات إنسانيّة... ونقص بالماء والكهرباء
دموع الأسمرفي المحطات المفصلية تكشف المعادن الاصيلة... الطرابلسيون انبروا لمؤازرة اهل الجنوب، وتسابقوا على احتضانهم. وامس كانت اعداد الوافدين تتصاعد، وبلغت ارقاما فاقت كل التوقعات، وقد استنفرت جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، وحطت رحالها في مراكز الايواء لاعداد اللوائح، والبدء بتقديم المستلزمات، في ظل معاناة العائلات النازحة بخاصة في مركز "الكواليتي- إن" المفتقد الماء والكهرباء حتى مساء امس.
ولوحظ يوم امس حركة نزوح كبيرة باتجاه طرابلس، حيث وصل المئات إلى المدينة قاصدين منازل مفروشة تم استئجارها من قبل أثرياء او اصدقاء لهم، ولوحظ ارتفاع الاسعار بشكل مريب، حيث تراوحت اسعار الشقق المفروشة بين الف دولار إلى الف وخمسمائة دولار أميركي.
من جهة اخرى، يواصل شباب وشابات استقبال القادمين من الجنوب عند مداخل المدينة وتقديم المساعدة لهم، من تسهيل حركة مرورهم بالوصول إلى مراكز الإيواء اوالشقق المفروشة او لدى اقرباء لهم، مع تقديم عينات من المواد الغذائية والمياه وغيرها من الحاجات اليومية.
وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام مرتضى كان اول الواصلين الى مراكز الايواء، يرافقه رئيس هيئة الاغاثة اللواء محمد خير، ورئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، ووفد كبير من مؤسسات "العزم والسعاده"، وجمعيات تمثل المجتمع المدني.
حتى ظهر امس، لم تكن قد وصلت المساعدات التي وعد بها النازحون في ال "كواليتي-إن"، خصوصا المياه والطاقة الكهربائية، هذا الفندق الذي اقفلت أبوابه منذ سنوات لاسباب سياسية، فاصبح مهجورا خاليا من كل مقومات الاقامة فيه.
وعلى مدى اليومين الماضين حاول بعض الناشطين في المجتمع المدني ، العمل على تجهيز الغرف ببعض الفرش والبطانيات، واطلاق ورش تنظيف، لإفساح المجال امام النازحين بالدخول إلى الغرف، مع تسجيل بيانات بحاجات العائلات، والعمل على حملة تبرعات واسعة تخفف قدر المستطاع من معاناتهم.
" الكواليتي إن" كان اول مركز يزدحم بالنازحين، ثم صدر جدول مراكز الإيواء في الشمال وباقي المحافظات اللبنانية، ومن بينها المعهد الفندقي في الميناء وجرت محاولات حثيثة من بعض الناشطين في المجتمع المدني بتحضير لوائح تتضمن حاجات النازحين، بعد تكثيف حملة التبرعات ميدانيا وعبر وسائل التواصل الإجتماعي.
ابرز الجمعيات الفاعلة في المدينة كان لها حضور جدي في المعهد الفندقي، الذي بدأ يعج بدوره بالنازحين، وابرز الجمعيات كانت جمعية الشبان الأرثوذكسية في الميناء، وجمعية مؤسسات العزم والسعادة، وباشرا اعداد اللوائح بهدف تقديم المساعدات في اسرع وقت، اضافة الى الصليب الأحمر اللبناني، الذي أحضر مستوصفا نقالا إلى مراكز الإيواء، للإشراف عبر أطباء متخصصين على معالجة جميع المرضى وتأمين الادوية لهم.
ما يجري اليوم في مراكز الإيواء في طرابلس، خصوصا في مركز "كواليتي ان" بدا لافتا غياب التنظيم، حيث اصبحت الفوضى سيدة الموقف، وخصوصا ان النازحين يعانون من انقطاع المياه بشكل كامل رغم الوعود المتكررة من فعاليات ناشطة، إلا ان الوعود لم تنفذ لغاية مساء امس، اضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي بسبب اعطال اصيبت بها خزانات الوقود في الفندق، ونتيجة ما لحق به من اهمال لسنوات عديدة، الى جانب حصول اشكاليات بسبب غياب الادارة التنظيمية.
بدا واضحا حجم التخبط الذي تعاني منه الحكومة اللبنانية التي اعطت التوجيهات بفتح مراكز الإيواء، مع تأخر توفير الخدمات بحجة ان الاعداد التي وصلت فاقت التوقعات.
ولوحظ ان عددا من النازحين السوريين من الجنوب واجهوا اشكاليات عديدة في مراكز الإيواء، برفض استقبالهم بحجة انهم سوريون، وانهم من مسؤوليات الامم المتحدة، الأمر الذي أدى إلى وقوع مشاكل ابرزها في مدرسة مي الرسمية في الزاهرية، وتم حل الاشكاليات بالطلب من النازحين السوريين التوجه إلى مركز الامم المتحدة في معرض رشيد كرامي الدولي، لتلقي المساعدة منهم كونهم نازحين سوريين واسمائهم واردة عند الامم المتحدة، وان هذه الأخيرة كفيلة بتقديم المساعدات الإنسانية والحياتية لهم.