هل هي خيبة جديدة لبكركي من القادة والزعماء الموارنة؟
18 نيسان 2023

هل هي خيبة جديدة لبكركي من القادة والزعماء الموارنة؟

مرسال الترس

مع الاحباط الجديد الذي تحمّله الصرح البطريركي الماروني جراء النتيجة السلبية للقاء النواب المسيحيين في دار بيت عنيا الكائن في مقام سيدة لبنان في بلدة حريصا قضاء كسروان أضيفت مادة جديدة الى سجل "العلاقة الملتبسة" بين بكركي والمسؤولين السياسيين في العديد من المفاصل المحورية في مسيرة تقدم المسيحيين الموارنة على الطوائف الأخرى في هرمية الحكم في لبنان منذ الاستقلال حتى اليوم.
وفي حين ينتظر اللبنانيون أن يحل "الروح القدس" على النواب لاختيار رئيس للجمهورية يكون المدخل لبداية الحلول في لبنان لأن الوعظ الروحي من غبطته لم يكن كافياً  وبالتالي لا غرو من إعادة فتح الذاكرة على أبرز المحطات التي التبست فيها العلاقة بين ساكن بكركي وساكن القصر الجمهوري او الساعين اليه:
*البطريرك بولس المعوشي: امتدت ولايته لعشرين سنة بين الأعوام ( 1955 – 1975 ) واتسمت بدايتها  بمعارضة قوية من معارضي حكم اول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال الشيخ بشارة الخوري، كما أن علاقته كانت متوترة مع الرئيس كميل شمعون وبعده الرئيس فؤاد شهاب.
*البطريرك أنطونيوس خريش:( 1975 – 1986)شهدت ولايته توتراً مع الأحزاب المسيحية في المناطق الشرقية للعاصمة ولاسيما الكتائب اللبنانية وامتداداً القوات اللبنانية وتم اغتيال أمين سرّه وقريبه المونسنيور البير خريش في أيار 1984 بظروف غامضة.
 *البطريرك نصر الله صفير( 1986 – 2011 )عرفت ولايته العديد من الخلافات في وجهات النظر بينه وبين القيادات المسيحية ، وأبرزها الصراع الدامي بين رئيس الحكومة العسكرية المؤقتة قائد الجيش العماد ميشال عون وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع، وما تبعها من إقرار اتفاق الطائف وتعرضه للإهانة المباشرة داخل مقر الصرح في بكركي وتبادل الاتهامات بين عون وجعجع من كان وراء تلك الواقعة غير المسبوقة، وانتقاله للإقامة في المقر الصيفي في الديمان. كما يتذكر المراقبون في تلك الحقبة تردد هتافات في زغرتا من قبل مناصرين لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ":انت البطرك يا سليمان"، نظراً لإتهام البطريرك بالانحياز الى جانب جعجع.
*البطريرك بشارة الراعي: 2011- ...) سَجلّت بداية ولايته خطوة إيجابية عبر نجاحه بجمع فرنجية وجعجع تحت سقف بكركي لطي صفحة الخلاف الدموي بينهما على خلفية مجزرة اهدن، ولكن ما يُسجل منذ انتهاء ولاية الرئيس عون لا يشجع أنه سيستطيع جمع القوى المسيحية لإختيار رئيس للجمهورية، وهو يتهرب من طرح اسم أو عدة اسماء حتى لا يقع في الخطأ الذي وقع فيه سلفه صفير عندما طرح ثلاثة اسماء ليأتيه الجواب بعد فترة وعلى لسان مبعوث اميركي:"إما مخايل الضاهر أو الفوضى".
وفي عظة الأحد بالأمس بدا وكانه "يوبخ" النواب على عدم تجاوبهم مع نتائج لقاء الصلاة في بيت عنيا حيث قال لهم :كيف رفضتم الإجتماع لانتخاب رئيس واليوم تجتمعون بكل سهولة لتأجيل الإنتخابات البلدية؟
فهل سيسجل التاريخ أن لقاء بيت عنيا هو خيبة جديدة تضاف الى لوائح بكركي من أبنائها القادة والزعماء لدى الموارنة

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen