الدّيار _ بوريل في بيروت اليوم وغداً لمنع المزيد من التصعيد المرشّح للانعكاس على دول المنطقة!!!
دوللي بشعلانيهي الزيارة الثانية للممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل الى لبنان، منذ بدء الحرب في قطاع غزّة، وعند الجبهة الجنوبية في لبنان. وتأتي زيارته الى بيروت، بعد الأولى التي قام بها بين 5 و7 كانون الثاني الماضي. وكان وصل بوريل الى لبنان أمس آتياً من القاهرة، حيث عقد اجتماعات رسمية مع المعنيين، على أن يبدأ اليوم الأربعاء محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، والتي تستمرّ حتى يوم غدٍ الخميس. ويلتقي بوريل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الذي يعقد معه مؤتمراً صحافياً. ويُفترض أن يلتقي أيضاً مع قائد قوّات "اليونيفيل" في لبنان أرولدو لاثارو، أو يتبادل معه الحديث حول مهام "اليونيفيل" وقدرتها على المساعدة في خفض التصعيد عند الحدود الجنوبية.
وإذ بحث بوريل في زيارته السابقة الى لبنان مسألة تهدئة التوتّرات الحدودية بين حزب الله و"إسرائيل"، وتحدّث في حينه عن أنّ "أولويتنا تجنّب التصعيد الإقليمي"، تقول مصادر سياسية متابعة انّ الظروف لم تتغيّر مع الأسف منذ زيارته الأولى وحتى يومنا هذا، بل باتت أكثر تعقيداً. وقد تحدّث بوريل عن هذه الظروف قبل مجيئه الى بيروت من القاهرة، إذ قال انّه "تتمّ المماطلة في مفاوضات وقف إطلاق النار منذ أشهر"، معلناً أنّه "قدّم مقترحاً لفرض عقوبات على وزيرين "إسرائيليين" بسبب تصريحاتهما العنصرية، والإتحاد الأوروبي يدرس الموضوع". كما أردف بأنّه "إذا وجد الوسطاء صعوبة في فرض حلّ، فإنّ هذا الأمر سيكون صعباً على باقي الأطراف".
من هنا، سيتحدّث بوريل عن ضرورة "خفض التصعيد" عند الجبهة الجنوبية، وسط تزايد التهديدات "الإسرائيلية" لشنّ ضربة موسّعة على لبنان من جديد، بعد أن كانت خفّت قليلاً بعد ردّ حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت. كما سيُناقش، وفق المصادر نفسها، إمكان ممارسة الإتحاد الأوروبي الضغوطات السياسية والديبلوماسية على "إسرائيل" مطالباً إيّاها بوقف إطلاق النار، سيما وأنّ استمرار حرب غزّة من شأنه الانعكاس سلباً على الجبهة الجنوبية في لبنان. فضلاً عن مراجعة دعم الإتحاد لصمود لبنان واستقراره، ودوره الإقليمي مع مجموعة من أصحاب المصلحة المحليين والدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة.
ومن المتوقّع أن يُبلّغ بوريل المسؤولين اللبنانيين، على ما ذكرت المصادر، عن دعم الإتحاد الأوروبي للوساطات الجارية في المنطقة، إن بالنسبة الى الهدنة في قطاع غزّة، والتوصّل الى إبرام صفقة تبادل الأسرى بين حماس و "إسرائيل"، أو بالنسبة لمساعي "اللجنة الخماسية" المتعلّقة بالملف الرئاسي في لبنان. وسيبحث معهم إمكان الدعوة الى عقد مؤتمر للسلام في المنطقة قد يُعقد في مدريد. فضلاً عن ضرورة مناقشة القضايا السياسية الأوسع مع القادة الإقليميين، ولا سيما تأثير الصراع في الدول المجاورة ومساهمات كلّ منها في جهود السلام والإستقرار.
وتُشكّل زيارة بوريل، وفق المصادر عينها، محطّة مهمّة للتباحث في مسألة وقف إطلاق النار بشكل فوري، لا سيما مع الإرتفاع الكبير لاستشهاد المدنيين الأبرياء في كلّ من غزّة والضفّة الغربية وجنوب لبنان. وتعتبرها جزءاً من التواصل الإقليمي المستمرّ مع الإتحاد الأوروبي لمنع المزيد من التصعيد، إذ من شأنه أن ينعكس على دول المنطقة ككلّ. لهذا سيُشجّع على استمرار جهود الوساطة التي تقوم بها كلّاً من الولايات المتحدة ومصر وقطر من أجل التوصّل الى وقف إطلاق النار في المنطقة.
واعتبرت المصادر أنّ بوريل قد يحمل معه مقترحاً لخطة سياسية للبنان والمنطقة، سوف يعرضها على المسؤولين اللبنانيين. على أن يؤكّد على أنّ عمل قوّات "اليونيفيل" التي جرى التمديد لمهامها في مجلس الأمن أخيراً لمدة سنة إضافية تنتهي في 31 آب 2025، يعدّ أمراً حاسماً لتحقيق الهدوء والإستقرار على الحدود الجنوبية، كما على طول الخط الأزرق في لبنان. وسيعرض مع قائد القوّة الدولية ضرورة أن تعمل قوّاته على المساعدة في تخفيف التصعيد في جنوب لبنان، والسعي الى وقف الأعمال العدائية توصّلاً الى وقف إطلاق النار بين حزب الله و"إسرائيل" في المرحلة المقبلة.
كذلك فإنّ الزائر الكبير سيتطرّق الى المساعدات الإنسانية التي يُقدّمها الإتحاد للمدنيين في المنطقة، والتي ضاعفها أربع مرّات أخيراً لتصل الى 100 مليون يورو، مؤكّداً على ضرورة تعزيز الجهود الديبلوماسية مع القادة الإقليميين من أجل تهيئة الظروف للتوصّل الى سلام عادل ودائم في لبنان والمنطقة، الى جانب مناقشة التعاون الثنائي بين لبنان والاتحاد الأوروبي، وجميع القضايا المحلية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.