غياب البلديّات والأزمة تُطفئان زينة رمضان
سمية موسىفي مقارنة مع السّنوات الرّمضانيّة الّتي خلت؛ نجد أنّ زينة رمضان وهي تراث شعبيّ ودينيّ لاستقبال الشّهر المبارك قد انحسرت بشكل ملحوظ بل إلى الحدّ الأدنى، إذ إنّ الحاصل اليوم أنّ الجمعيّات الخيريّة هي من تأخذ هذا الأمر على عاتقها إيمانًا منها بأهمّيّة هذه الظّاهرة ومدى انعكاسها على الجوّ الرّمضانيّ العامّ وخاصّة على نفوس الصّائمين، وكذلك الأمر اقتصر على مبادرات فرديّة للمقتدرين عليها مادّيًّا حيث أنّ زينة رمضان على سعر صرف الدّولار ما سبّب في انحسار هذه الظّاهرة في الواقع واقتصارها على البعض القليل.
ونتيجة للحفاظ على الإرث التّاريخيّ والعادة الاجتماعيّة في ظلّ ارتفاع سعر صرف الدّولار وانخفاض القدرة الشّرائيّة للمواطن اللّبنانيّ في شراء زينة رمضان أطلقت جمعيّة "مرعي للأعمال الخيريّة" مشروع زينة رمضان واللّافتات المرحّبة بالشّهر الفضيل، ومنذ اليوم الأول من المناسبة، انتشرت ورش الجمعيّة في مدينة طرابلس وخاصّة في شوارع وأحياء القبّة، جبل محسن، المنكوبين، التّبّانة، باب الرمل، أبي سمراء، الزّاهريّة، التّلّ، ومدن الفيحاء عمومًا. وفي تصريح للمسؤولة الإداريّة في الجمعيّة ميرا مرعي ل "06": "نحن نعمل على استرجاع وهج طرابلس ونورها، وعاداتها القديمة الّتي تعكس صورة الفرح والاستقرار بين النّاس والجيران. وأضافت: "للأسف اختفت هذه المظاهر الجميلة.. ولعلّ هذه الزّينة واللّافتات الدّينيّة تذكّر الجميع بأنّ رمضان هو شهر الرّحمة والتّآلف".
لاقت هذه الخطوة ارتياحًا لدى المواطنين في طرابلس، إذ أوضحت ندى لموقعنا "06": "ليس من الضّروريّ أن يموت كلّ شيء في حياتنا، علينا أن نشعر بنبض الحياة مهما كانت الظّروف صعبة". وتتابع: "اشتريت أشياءً صغيرةً لتزيين منزلي من الداخل والخارج، فمن الجميل أن تشعّ هذه الأضواء على شرفاتنا احتفاءً بالشّهر الفضيل، كما ألتزم يوميًّا بوضع بعض الزّينة على مائدة الإفطار.. فهي تضفي أجواء رائعة على السّفرة".
في حين أنّ التّاجر عامر يقول: "في الماضي كان سكّان العمارات في هذه الشّوارع يجمعون مَبالغًا لا بأس بها لتزيين الأزقّة والشّوارع المحيطة بهم، كما كانت لجان التّجار في الأسواق تأخذ على عاتقها هذه المهمّة. حاليًّا زينة رمضان في الأزقّة الضّيّقة ترينها غائبة تمامًا، فالأزمة الاقتصاديّة تشتدّ يومًا بعد يوم، لذلك يشتري النّاس الزّينة على نطاق ضيّق جدًّا بحيث لا تتعدّى منازلهم لأنّ سعر الزّينة بالدّولار.."
من جهة أخرى بدأ نادر كلامه عن زينة رمضان لموقعنا بقوله: "في عكّار هناك مناطق مزيّنة ومناطق غير مزيّنة، حيث تجد شوارع بعض المناطق مفعمة بالحياة والإضاءة، وفي عكّار تجدها معتمة، مظلمة، وحالكة السّواد.."
اللّافت في موضوع الزّينة الرّمضانيّة أنّ الجمعيّات الخيريّة هي الّتي تتولّى زمام الأمر، في حين أنّ الأمر هذا من مسؤوليّة البلديّات في المدن والقرى على حدٍّ سواء.. فالبلديّات معطّلة عن أعمالها كلّ السّنة تقريبًا، ألا يستحقّ هذا الشّهر على الأقلّ الالتفات له من البلديّات ولو من باب المجاملة في تزيين شوارع المدينة؟!