لماذا تجري رياح المستقلين والتغييريين بعكس ما إنطلقت سفنهم؟
06 نيسان 2023

لماذا تجري رياح المستقلين والتغييريين بعكس ما إنطلقت سفنهم؟

مرسال الترس

بعد ظهور نتائج الانتخابات النيابية في أيار الماضي ذهب معظم المراقبين والمحللين الى التعويل بان النواب الذين حملوا صفات الاستقلال والتغيير والسيادة، سيقلبون المشهد النيابي رأساً على عقب، وسيفتحون الطريق أمام إحداث تبديلات جوهرية في النظام النيابي اللبناني أو على أقل تقدير سيشكلون النواة التي "ستفجر" الوضع القائم آجلاً أم عاجلاً.
وعندما كانت تصدر بعض الأصوات التي تدعو الى عدم تعليق الآمال الكبيرة على هذه المجموعة التي حملتها الانتخابات في "ساعات تخلٍ" عبر أكثر من منطقة وقضاء، كانت تتهم بانها لا تُحسن قراءة الطالع جيداً. 
ولكن ما إن مضت بضعة اشهر وبدأت مرحلة الانتخابات الرئاسية حتى ظهر للعيان أن كلَ رهط من هذه المجموعة يغني على ليلاه ولم يستطيعون تشكيل قوة ضغط فاعلة. لا بل بدأت تتسرب معطيات مقلقة عن بعضهم وبخاصة طمع بعضهم بالثروة مما بشّر بإسقاط شعارات التغيير شر سقوط.
وها نحن على مشارف مرور عشرة أشهر على الانتخابات النيابية حيث بدأت تظهر معالم "الخردقة" من غير زاوية وأبرزها على سبيل المثال لا التعميم:
**إنفجار خلاف بالغ الشدة بين حزب القوات اللبنانية الذي كان يخطط لجمع "المعارضة" في بوتقة واحدة تحت شعارات التغيير والسيادة والنائبين ابراهيم منيمنة وحليمة القعقور على خلفية "استهزاء" رئيس القوات سمير جعجع بافكارهما التغييرية. الأمر الذي دفعهما الى رد الصاع صاعين وإتهامه بانه يرغب في تأليف كتلة معارضة واسعة لبيعها في سوق النخاسة الاقليمية والدولية بالجملة.   
**ظهور عتب كبير وإتهامات بالخروج عن الخط في وسائل التواصل الاجتماعي ضد عضو كتلة "تجدد" النائب أديب عبد المسيح لأنه عقد جلسة حوار ودّي في إحدى المنصات الاعلامية الشمالية مع وزير الاعلام زياد المكاري والنائب طوني فرنجية، وأن الحوارات "المفتوحة القلب" بينهم جرّته الى القول بانه على استعداد لإنتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إذا تبين أنه بحاجة لصوت واحد كي يكتمل مؤيدوه على رقم الخمسة والستين صوتاً. ولم يخفف بيان التوضيح والنفي الذي اصدره لاحقاً من وطأة اللقاء وما تضمنه من تبادل المجاملات.
وهذه المشاهد المباشرة لم تحجب الشائعات التي ترددت في غير مجلس عن تحديد هذا المستقل أو ذاك التغييري "الرقم" المليوني كمبرر لإنتقاله من جانب لآخر، أو التوصيفات الخارجة عن المألوف والأقرب الى لغة الشوارع بين من يُفترض أن يشكلوا "الخميرة" التي تؤسس للبنان خالٍ من الفساد والمفسدين. 
والذي بات يلوح في الأفق أن خريطة أصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستفضح المستور وتُسقط أوراق تين متعددة!

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen