كيف قرأ الاعلام اللبناني زيارة فرنجية لباريس؟
03 نيسان 2023

كيف قرأ الاعلام اللبناني زيارة فرنجية لباريس؟

مرسال الترس

لسببين واضحين تضاربت التحليلات الاعلامية حول زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الاسبوع الماضي للعاصمة الفرنسية.
الأول صنفّها بانها "استدعاء" وأنها أقرب إلى الفشل، ووقف وراء ذلك الاعلام الذي يدور في فلك حزب القوات اللبنانية (وما أكثر تفرعاته) والتيار الوطني الحر وهما اللذان يحوزان على التكتلين النيابيين المسيحيين الأكبر على الساحة اللبنانية، واللذان يتصدران القوى الرافضة لوصول فرنجية الى قصر بعبدا لأسباب متناقضة، ولكنها لا تستند الى أية تقاطعات تبرر هذا الرفض. أو تملكان القدرة على التوافق على إسم يجمع بينهما لأن الثقة مفقودة بين الطرفين منذ إنهيار اتفاق معراب في العام 2017.
السبب الثاني تعامل المجموعات الاعلامية الأخرى بموضوعية وواقعية مع الأحداث من منطلق أن فرنجية يعرف حجمه جيداً، ويتكئ الى قوى لم تفكر يوما بغدر حلفائها أو مقايضتهم في أسواق المصالح الآنية، ولذلك ذهب الى "عاصمة الأناقة" وهو يدرك أن الفرنسيين ليسوا أصحاب القرار الأول والأخير في الملف اللبناني. وإنما هم حلقة اساسية في دائرة التفاوض الأقليمي والدولي ولذلك يحرص كما حلفائه على عدم نشر الغسيل على سطوح الاعلام لاستغلال أية ثغرة والولوج منها لمحاولة نسف أي مشروع إتفاق.
ولذلك وسواه فهو مطمئن للنتائج لأنه متجانس مع نفسه ومع أهدافه. ومطمئن جداً لما يستطيعه بعد الوصول الى بعبدا، وما يمكن أن يَعِد به أو يضمنه من قضايا مطروحة على الساحة اللبنانية المرتبطة والمتداخلة مع المشاكل الإقليمية المزمنة منها أو المستحدثة.
وأن انتخابه ليس مستقلاً بحد ذاته على الساحة اللبنانية فقط، وإلا كان مجلس النواب اللبناني الذي يرفع شعار أنه "سيد نفسه" قد حسم مسالة الانتخابات في الجلسات الإحدى عشر التي إنعقدت في الأشهر الخمسة المنصرمة. بل أن انتخابه هو من ضمن سلة تمريرات اقليمية دولية تتداخل فيها مصالح واستراتيجيات الدول (ابتداء من واشنطن وصولاً الى الرياض مروراً بدمشق وطهران وباريس...) مع السيادة اللبنانية، وطالما أن الفريق الداعم له متجانس ومتضامن إلى أبعد الحدود فإن أية مقايضة (مع رئاسة الحكومة أو مع القضايا العالقة والمتشابكة) سيكون لها وقعها، وسيكون الحديث فيها من موقع قوة وليس من موقع التوقيع على الشروط بدون إبداء الرأي.
مصادر مقربة من رئيس تيار المردة وضعت نتائج زيارة باريس في خانة "الممتازة" والتي تؤسس لمرحلة لاحقة منتجة. فهل هذا التوصيف يصنّف زيارة باريس في خانة النجاح أم الفشل لدى الفريق الذي لا يرغب في رؤية فرنجية في قصر بعبدا؟

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen