الديار: في طرابلس... الدولرة تسود كلّ القطاعات
دموع الأسمرالدولرة هي السائدة في معظم المؤسسات الاستهلاكية والمحلات والمطاعم والمقاهي في طرابلس والشمال ...
تجار الخضر، وفي شهر رمضان، اسعارهم بالدولار ووفق البورصة السوداء، والتقشف لدى العائلات بات المعتمد، وجولة في الاسواق الداخلية لطرابلس يمكن ملاحظة كثافة العائلات التي تتجول قبل الافطار لشراء حاجياتها، لكن بتقشف وتقنين قاس حيث لوحظ ان غالبيتهم يكتفون بشراء حاجتهم وفق قدرتهم المادية وعلى سبيل المثال، فالبصل بالحبة الواحدة او الحبتين منه، والبطاطا بثلاث حبات، وهلم جرا لبقية الحاجات، مع كثير من الاستنكار لما آلت اليه اوضاعهم التي تشبه المأساة عند عائلات اكدت انها تفطر على صحن زعتر وزيت وحبة بندورة، ويقول احدهم : بتنا نعجز عن شراء ربطة الخبز التي تباع بخمسين ألف ليرة، وهل أحصل على الخمسين ليرة في عملي اليومي؟...
المشهد الاجتماعي في طرابلس، مؤلم جدا، إلا أن تحرك بعض الجمعيات، وبعض الافراد الميسورين دون ضجيج أعلامي، يشكل بقعة ضوء على ذاك المشهد القاتم الذي يشير الى حجم الجوع الذي يتغلغل بين العائلات، وتحرك اولئك الجمعيات والميسورين جاء على قاعدة زكاة اموالهم بتوضيب مساعدات غذائية توزع على العائلات المحتاجة المتعففة، رغم ان عدد هذه العائلات يفوق قدرة الجمعيات والميسورين نظرا الى اتساع الهوة، ولاندثار الطبقة الوسطى وبلوغ نسبة ال٨٠ في المئة من حالات الفقر، ولا سيما ان رواتب معظم العاملين من موظفين في القطاع العام او الخاص تكاد لا تكفي ثمنا للخبز ...
الاهمال والحرمان يسودان على الساحة، ومن يدخل المدينة يتلمس واقعها في شهر العطاء كانت خلاله تنتعش الاحياء والشوارع، وليس كما هي الحال في ظل الظروف الاقتصادية التي تلقي بظلالها القاتمة فوق المدينة ...