الدّيار : غول الغلاء افترس المأكولات الرمضانيّة في طرابلس والتقاليد التراثيّة تكاد تغيب
31 آذار 2023

الدّيار : غول الغلاء افترس المأكولات الرمضانيّة في طرابلس والتقاليد التراثيّة تكاد تغيب

كتبت دموع الأسمر 

اعتاد الطرابلسيون في شهر رمضان، على احياء التراث والتقاليد الدينية الرمضانية، منذ أجيال، وأشتهرت المدينة بمأكولات رمضانية يقصدها الصائمون من طرابلس ومن شتى مناطق الشمال، في احياء لليالي رمضان التي كانت تزخر بالزوار من كل مكان، وتكتظ الحارات التي تتتشر فيها( البسطات) التي تبيع المشروبات الرمضانية المحضرة محليا مثل مشروب الخروب والعرقسوس والتوت والليمون ..

وتنتعش الافران القديمة العاملة على الحطب والمتخصصة بالكعك الطرابلسي الشهير والتي كان يقصدها الزوار، ليس من الشمال وحسب، بل ومن بيروت ومناطق لبنانية عديدة ...

عدا عن احياء التراثيات كالمولوية التي كانت تقام ليليا طوال الشهر، والتراتيل الدينية، وغيرها من الانشطة المتعلقة بمعاني ومضامين رمضان والصيام ..

رمضان هذا العام، كان حزينا، كئيبا .. فقد غابت عن المدينة كل هذه المظاهر والعادات والتقاليد، او انحسر بعضها، وتقلص نتيجة الاوضاع المعيشية والاقتصادية التي ارخت باثقالها على معظم ابناء المدينة ...

فالكعكة الطرابلسية الشهيرة بات سعرها لا يقل عن المئة وخمسين الف ليرة، نتيجة ارتفاع سعر الجبنة، حتى الفلافل وهو لقمة الفقير تجاوز ثمنها المئة ألف ليرة، والمشروبات تجاوزت المئتي ألف ليرة، ناهيك عن اسعار الحلويات الرمضانية التي خضعت لسعر صرف الدولار في السوق السوداء فبلغ على سبيل المثال صحن ورد الشام من قطعتين اربعة دولارات ونصف الدولار اي ما يقارب الخمسمئة ألف ليرة، في حين ان العائلات تكاد تعجز عن تأمين ربطة الخبز والحاجيات الاساسية لمائدة الافطار، بحيث ان كلفة مائدة لعائلة من خمسة افراد تبلغ يوميا ما لا يقل عن خمسة ملايين ليرة بحد ادنى، وهو أمر دفع بالعائلات الى التقنين القاسي في وجبات الافطار، لدرجة ان احد كبار السن تذكر زمن المجاعة في اوائل القرن العشرين الذي مر على لبنان ...
 

هذا المسن المخضرم، يعرب عن حزنه لما آلت اليه اوضاع في مدينة طرابلس، ويستغرب ان نواب المدينة يقفون حيال اوضاع العائلات مكتوفي الايدي غير مكترثين بما يصيب الناس من فقر وجوع، ولم يبادروا الى فتح مكاتبهم، او تقديم مساعدات تسندهم في الازمة المستفحلة والضاغطة.

غير ان بقعة ضوء وسط هذه الظلمة هي ان بعض المتمولين من رجال اعمال عمدوا مؤخرا على توزيع حصص غذائية لبعض العائلات، علها تشجع آخرين على لا ن يحذو حذوهم لتشمل العطاءات اوسع شرائح المجتمع، خاصة في المناطق الشعبية والاحياء الفقيرة ...

ولفتت مصادر الى دور لدار الفتوى والاوقاف في طرابلس في توفير مساعدات للعاملين في الجهاز الديني ويشكلون شريحة كبيرة، غير ان المطلوب ان تكون مروحة المساعدات اوسع لان هناك عائلات متعففة كثيرة وتحتاج الى المساعدة، وان المراجع المحلية تعول على دول خليجية مانحة كانت تمد اليد في كل رمضان، ولكن شرط ان يكون التوزيع شاملا وعادلا وغير خاضع للمزاجيات والمحسوبيات وفق ما قاله احد المراجع الدينية ..

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen