هل خسر جعجع ورقة توحيد المعارضة وقيادتها؟
مرسال الترسفي "ساعة تخلٍ" خسر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورقة قيادة المعارضة (للحكم بشكل مطلق وللثنائي الشيعي على وجه التحديد). فهل خطط "ناسك معراب" لهذه الخطوة الناقصة التي كان يتفادها منذ سنوات، أم أن الأمور إنزلقت بغير تدبير الى ما لا يرغب؟
مختلف المراقبين يتذكرون جيداً كيف أن رئيس حزب القوات اللبنانية بدأ يدرس خطواته جيداً لتزعم المعارضة منذ كان رئيس تيار المستقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في السلطة قبل أن يصل رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون الى قصر بعبدا حين بدأ التجاذب بين جعجع والحريري على من تكون له الكلمة الفصل في جذب "فريق الرابع عشر من آذار" الى تأثيره عليه، من منطلق ان جعجع اراد أن يتفلت من وصاية الحريري وتكوين قوة مسيحية تكون لها الكلمة الفصل في رئاسة الجمهورية، في حين أن الحريري كان يصر على تذكير جعجع أنه هو الذي حمل لواء إخراجه من السجن وعليه أن يبقى تحت مظلته.
تطورت الأمور بين الرجلين وخسر الحريري الكثير من نفوذه متهماً جعجع أنه كان محرضاً عليه في بعض المفاصل البالغة الدقة. ولكن جعجع عمل جاهداً على أن يكون حزبه متقدماً نيابياً في الشارع المسيحي، وإن كان ذلك بدعم خليجي واضح. إلى أن منحته الانتخابات النيابية في العام 2018 الموقع الثاني في ترتيب الأحزاب المسيحية (في حين أنه وحزبه يصرّون على أنهم في المركز الأول)وبدأ يركز على وجوب استقطاب النواب الذين حملوا صفة "سياديين أو تغييريين أو حتى مستقلين" ليرفع من رصيد حزبه النيابي فيضرب بذلك عصفورين بحجر:الأول تصدُّر الاحزاب المسيحية في عدد النواب، ودفع التيار الوطني الحر الى المقعد التالي. والثاني الامساك بزمام المعارضة بدون منازع.
ولكن ما حصل منذ يومين عبر المواقف التي أطلقها جعجع ضد بعض نواب المعارضة وتحديداً النائبين ابراهيم منيمنة وحليمة القعقور في إحدى المقابلات الصحفية المصوّرة قد بدأ بقلب المشهد رأساً على عقب.
ففي حين وصف رئيس حزب القوات النائبين التغييريين بانهما "بغير دني" قد فتح عليه ابواق لم يكن يخطط يوماً الى مثلها بالتأكيد . فما إن انتشر الفيديو حتى سارعت النائبة القعقور الى الرد بالتالي:" “لست يا جعجع من يحدّد شكل المعارضة ولا دورها ".
وأضافت:أنتم جزء من هذا النظام الطائفي تتقاسمون الحصص وتوقعون الاتفاقات على حساب الحقوق المدنية لللبنانيّين.
أما رد منيمنة فكان أكثر حدة حيث قال:" “منذ انتهاء الانتخابات النيابية، نتعرض لحملة ممنهجة سياسيا وإعلاميا، تحت شعار شعبوي فضفاض: “توحيد المعارضة”، لبيعنا لاحقا على طاولات وبازارات السياسات الإقليمية والدولية كما عهدهم وتجاربهم وتاريخهم”.
وأضاف: "جربناكم في كل المراحل ومن جرب المجرب كان عقله مخرّب".
فالواضح أن جعجع قد خَسِر الرهان؟ وستبقى المعارضة معارضات متنوعة لا يجمعها سوى "الصوم والصلاة"!