الدّيار _ بعد هُدهُد ٣... العدو يَنتظر الرابع والخامس...
مريم نسربفيديو ثالث عاد هُدهُد المقاومة من فلسطين المحتلة، ليؤكد للعدو الصهيوني مرة جديد أن حزب الله يستطيع أن يصل الى حيث يُريد داخل الكيان بمسيّراته وصورايخه، وبذلك يُجبِر "الإسرائيلي" على إعادة حساباته المعقَّدة أصلاً، والتي تزداد تعقيداً بعد كل ما تُظهِره المقاومة من قدرات وإمكانات، تُصعِّب على "تل أبيب" مهمة مواجهة واسعة ومفتوحة مع حزب الله حدّ العجز.
يَنظر "الإسرائيليون" لـ هُدهُد ٣ على أنها الإختراق الثالث والأشد خطورة، لأن قاعدة "رامات دافيد" هي من أهم القواعد الجوية التي يجب أن تكون محمية، لا تصل إليها المسيّرة وتُحلِّق في أجوائها وتلتقط مشاهد، ومن ثم تعود من دون أن يستطع أحد التعرّف عليها ولا اكتشافها ولا اعتراضها. وفي ذروة الإستنفار "الإسرائيلي" تحسباً لضربة أنصار الله وصلت مسيّرة حزب الله، التي حمّلت الكثير من الأهداف ومن ضمنهم رسالة للإحتلال، أنه لم يتمكن مرة جديدة من اكتشاف المسيّرة أثناء تحليقها، ولولا إعلان حزب الله عنها لكان حتى اللحظة لا يعرف شيئاً عن جولتها.
"رامات دافيد"، أهم قاعدة جوية في شمال فلسطين المحتلة، باعتبار القواعد الأخرى موجودة في النقب والجنوب، وبما أنها في الشمال من الطبيعي أن يكون عملها العسكري مُركَّز في الساحة اللبنانية، وهي المساهِمة دائماً في أغلب العمليات العسكرية الجوية هناك، وتصويرها بهذا الشكل يعني أنها ستكون عرضة للإستهداف بصواريخ قصيرة المدى، نظراً لقرب مسافتها من الحدود اللبنانية. هذه المسألة تكمن أهميتها في الرسالة التي تُوجهها، أنه في حال وقوع مواجهة مُقبلة فإن هذه القاعدة ستكون مُعطَّلة، وعلى الإحتلال أن لا يَعتمد عليها.
اللافت في هذا "الفيديو" بدء الكشف عن هوية شخصيات لا يُريد "الإسرائيلي" الكشف عنها، حرصاً منه على أن تبقى غير معروفة لأهداف متعددة، وهذه المسألة مُعتمَدة في المؤسسات الحساسة في الجيش والإستخبارات "الإسرائيلية"، حتى لا تتعرّض هذه الشخصيات لاستهداف أو محاولة استدراج وتجنيد وغيرها. فهذه من القواعد الأمنية الأساسية التي يتعامل على أساسها كيان الاحتلال، لذا الكشف عن هذه الشخصيات يُمثِّل ضربة بالصميم، ويؤكد أن لدى المقاومة الكثير مما تعرفه عما هو ظاهر ومعلوم وغير معلوم، وهذه المسألة ستولّد إرباكاً كبيراً على مستوى جيش الإحتلال...
هذه القضية تؤكد على أن الإختراق الذي يحصل من قِبل المقاومة واسع النطاق، وليس لدى الإحتلال قدرة لحل هذه المعضلة، وأن البيانات التي أطلقها جيش العدو لم تتمكن من إقناع المستوطنين. وأكثر من ذلك هم اعتبروا أن المتحدِّث باسم جيش الإحتلال يُحاول التعمية والقول إنها مسيّرة غير مسلحة، وكأن ذهاب هذه المسيّرات والتقاطها هذه الصور بهذه الدقة بات أمراً مباحاً.
الإرباك والشعور بالخيبة والإحباط وعدم الثقة المطلقة بقدرة الجيش "الإسرائيلي" على حماية المنشآت الحساسة، التي من المفروض أن لا يستطع أحد الوصول إليها، يُعتبر من أبرز تداعيات هُدهُد ٣ على المجتمع "الإسرائيلي"، التي تُكرِّسها المقاومة بتراكم العمليات التي تقوم بها بمختلف أنواعها. لذا فإن هذه المسألة تأتي في صلب "معركة الوعي"، لأن الرسالة الأساسية هي أن يتم نقل هذه المشهدية بهذا الشكل والقول، إن المقاومة قادرة على الوصول الى هذه الأهداف بشكل مؤكَّد ومَعرفة ما فيها، ما أدى الى اتهام الرأي العام داخل الكيان قيادته بالإخفاق والفشل، وبأنها منشغلة بإدارة معارك جانبية على حساب المعركة الأساسية، التي من الواضح أنها غير قادرة على مواجهاتها.
إذاً، بمجرد عدم قدرة الإحتلال على رصد المسيّرة والتعامل معها، يعني أن مسألة الإختراق الى مكان أعمق واردة جداً، فهذا النوع من الطائرات قادر على قطع مسافة تَزيد عن ٥٠ أو ١٠٠ كلم، أو ربما تصل الى قواعد أبعد بكثير وليس هناك ما يَمنع ذلك، وهذا ما يُثير هواجس كبيرة لدى العدو لناحية إمكانية الإنكشاف بهذا الحجم أمام المقاومة، خاصة بعد أن أصبحوا ينتظرون الفيديو الرابع والخامس... وهم يتساءلون هل ستكون القواعد الأعمق من هذه المسافات "مكشوفة" بهذا الشكل؟؟!!!...